الإعلام

الأمر الثالث الذي به بلي الناس: الإعلام؛ فإن كثيراً من الناس أصبح الإعلام هو الذي يشكل حياتهم، فهم يسمعون، ويشاهدون أشياء كثيرة تؤثر فيهم أبلغ التأثير، ولا شك أن الإعلام العالمي تسيطر عليه اليهود في مراكز الإعلام في أوروبا، وأمريكا، وغيرها.

ووكالات الإعلام التي تنشر الأخبار، والأقوال، والتقارير وغيرها هي في غالبها وكالات إعلام يهودية، وحسبك باليهود في نشر الخبث، والشر، والفساد، والكذب، فيتلقى الناس أخبارهم عن الإعلام! ومع الأسف فإن المسلمين قد يتلقون أخبار إخوانهم المسلمين بواسطة الإعلام الغربي، فقد ينقل المسلمون أخبار الجهاد الأفغاني مثلاً، أو أخبار الجهاد في فلسطين، أو الفلبين، أو أخبار العلماء المجاهدين في أي بلد، بواسطة الغرب الذي يشوه الحقائق، ويقلب الحق باطلاً، وإذا رأى إنساناً صالحاً من أهل السنة والجماعة، وصفه بأنه أصولي، أو متطرف، أو متشدد، أو ما أشبه ذلك.

ولذلك أصبحت هذه المصطلحات نفسها تشيع في إعلام المسلمين، فتجدهم يقولون: مثلا، الأصوليون في أي بلد إسلامي: الأصوليون في مصر، الأصوليون في فلسطين، الأصوليون في أفغانستان! من هم الأصوليون؟ الأصوليون هم أهل السنة والجماعة.

طبعاً يعتبرون هذا عبارة ذم يسمونهم بالمتطرفين مثلاً، أو يسمونهم بالمتشددين، ويقابلونهم بالمعتدلين، والمعتدلون هم الذين لديهم استعداد لموافقة الغرب على ما يريد، والقبول بالحلول الاستسلامية -مثلاً- إلى غير ذلك، فأصبح الإعلام يؤثر في واقع الناس، ويتقبلون ما يأتيهم من الإعلام على أنه حق.

وقد قرأت -على سبيل المثال- وهذه نكته لكن انظروا كيف يشوه الإعلام في صحيفة عربية تصدر في الغرب، في فرنسا، كتبوا عن المسلمين في الجزائر وجهادهم، وسبوهم، وذموهم، وقالوا: إنهم استغلاليون، حتى إنه بلغ من استغلالهم أنهم (يعنون أن المسلمين في الجزائر) (أو دعاة المنهج الصحيح) عرفوا أن هناك منخفضاً جوياً، وأن هناك احتمالاً لهطول أمطار، فأعلنوا أنهم سوف يستسقون قبل ذلك بيوم، فأقيمت صلاة الاستسقاء في المساجد ودعا الناس، فبعد ذلك بيوم هطلت الأمطار، فاستغلوا هذا الكلام من الأعداء، قد يقرؤه إنسان فيصدقه ويظنه صحيحاً، والواقع أنه ليس كذلك، إنما هؤلاء قوم إن شاء الله -صالحون استسقوا فسقوا، لكن قلب الإعلاميون الخبثاء من أعداء الإسلام الحقائق، وزوَّروها، ولبسوها لبوساً غير صحيحه، وخدعوا بها بعض المسلمين وبعض الصالحين، ولذلك وقع الناس في أشياء كثيرة من ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015