السبب الثاني: الذكر

الذكر بألوان من الأوراد وقراءة القرآن، ومثل -أيضاً- المحافظة على العبادات، والنوافل، والسنن وغيرها، فإن ذلك يطرد الشيطان، ويقوي القلب ويثبته، ومن ذلك أن يكثر العبد من قول: لا حول ولاقوه إلا بالله، فإن معنى هذه الكلمة أنه يعترف بأنه لا قدرة له على التحول من حال إلى حال، ولا قوة به على مواجهة الصعاب إلا بالله تعالى، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24] .

فإذا عرف العبد أن الله تعالى يحول بين المرء وقلبه، وأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن إذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه أزاغه، فإنه يقول: لا حول ولاقوه إلا بالله، فيبرأ من كل معاني الثقة بالنفس، أو الغرور بالأنا، أو الاعتماد على الذات، ويلتزم بطاعة الله تعالى، ومحبته، وتعظيمه، وتوحيده.

ولابد أن يلتزم الإنسان بقدر من الذكر والعبادة لا يخل به، وأقل ذلك أن يلتزم الإنسان بالرواتب -وهي معروفة- والوتر، وصيام الأيام البيض (ثلاثة أيام من كل شهر) ، وقراءة حزب من القرآن لأن ذلك عون للعبد على الثبات، لهذا قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلا * نِصْفَهُ أو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أو زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل:1-5] فلا يصبر على القول الثقيل، ولا يتحمله، ولا يقوم به؛ إلا من كان له مع الله تعالى عبادة، وقربى، وزلفى إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015