أما في العصر الحاضر فقد أصابت المسلمين الذلة، وقوي جانب أعدائهم من أهل الكتاب -من اليهود والنصارى- وهيمنوا على الحضارة، واستخدموها في تهييج الغرائز -كما هو معلوم- وإثارة الشبهات، واشتروا وبذلوا كل الوسائل الممكنة في إخراج المسلمين عن دينهم، سواء بإعلان الكفر والردة الصريحة؛ كأن يتنصر المسلم -مثلاً- أو يعلن الكفر -والعياذ بالله! - أو كان ذلك بالتخلي عن دينه في صمت وسكوت، وحدث من جراء ذلك مصداق ما أخبره عنه الرسول صلى الله عليه وسلم -كما في حديث ثوبان وهو في الصحيح- {لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان} يعني فئات وطوائف من هذه الأمة، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من هذه الأمة من سوف يلحق بالمشركين، وأن من هذه الأمة من سوف يعبد الأوثان، فدل هذا على أن الخوف من الردة -سواء كانت ردة كلية أم ردة جزئية- أنه واجب علينا جميعاً.