إذاً حالات الردة موجودة في كل دعوة، وفي كل أمة، وعبر عصور التاريخ، حتى في أتباع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل قد تصبح الردة أحيانا ًظاهرة منتشرةً، متفشية، كما حصل للناس في أول عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، حيث لم يبق على الإسلام -من الأمصار الكاملة- إلا ثلاثة أمصار هي: مكة والمدينة والطائف أما بقية بلاد العرب في الجزيرة العربية وفي اليمن وفي غيرها، فإنه قد دخلهم من أمر الردة ما دخل، وصار بينهم هرج ومرج، وقيل وقال، وصراع وأخذ ورد، وثبت منهم من ثبت، وتغير من تغير، وسفكت الدماء، واختلفت الأمور في كل البلاد إلا في الأمصار الثلاثة!