طلب الدعاء من الغير

كقولي لأخي ادع لي، أو استغفر لي، أو لا تنساني من دعائك، وما أشبه ذلك، والذي يظهر لي والله تعالى أعلم بالصواب: أن هذا لا بأس به، ولذلك روى جابر كما في سنن أبي داود بسند صحيح: {أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: يا رسول الله صل علي وعلى زوجي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليك وعلى زوجك} وهذه امرأة جزاها الله خيراً، تطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها ولزوجها، وهكذا تكون المرأة المؤمنة حريصة على الخير لها ولزوجها.

؟ وكذلك أسامة بن زيد كما في الصحيحين لما قتل الرجل قال: {يا رسول الله استغفر لي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءتك يوم القيامة} وكذلك في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أصحابه أنهم سيأتيهم أويس بن عامر القرني مع أمداد من أمداد اليمن، وهو رجل فيه كذا وكذا من صفته، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يطلبوا من أويس القرني أن يستغفر لهم، فلما جاء قابله عمر وطلب منه أن يستغفر له، ويدعو له، ومن قبل أخوة يوسف قالوا لأبيهم: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} [يوسف:97] .

وفي صحيح مسلم عن صفوان بن عبد الله قال: قدمت إلى الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: {دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، على رأسه ملك موكل يقول: آمين، ولك بمثل} ثم لقي أبا الدرداء بعد ذلك، فقال له مثل ما قالت أم الدرداء، والظاهر أن هذا كان مأثوراً مشهوراً عند السلف، أما ما ورد من النصوص في النهي عن سؤال الناس، فالذي يظهر لي والله تعالى أعلم بالصواب أن المقصود سؤال الناس ما يتعلق بالأمور الدنيوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015