فيما يتعلق بالخشوع والبكاء، لا شك أن الخشوع مطلوب في الدعاء قال تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} [الأنبياء:90] وقال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَة} [الأعراف:55] وقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً} [السجدة:16] وقال: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الأنعام:52] .
أما البكاء فإن بعض الناس يتباكى في صلاته، ويظهر منه أثناء الدعاء حروف وأصوات بكاء ليس مضطراً إليها، وإنما هو يتكلف هذه الأصوات، ولا شك أنه لا ينبغي للإنسان أن يتباكى ويرفع صوته بحضرة الناس في ذلك إذا كان في صلاة؛ لأن هذا يخشى على صاحبه أن يكون نوعاً من الرياء، إضافة إلى أن هذا في الصلاة لا يصلح ولا ينبغي، كذلك فيما يتعلق بالخشوع، أن بعض الناس نتيجة خشوعه قد يرفع بصره إلى السماء، وقد صح في سنن النسائي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء حال الدعاء، أو لتخطفن أبصارهم} فبعض الناس إذا رفع يديه في دعاء القنوت قال: يا رب، ورفع يديه ينظر إلى السماء وهذا لا يجوز؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه.