عدم الدعاء باستعجال العقوبة على النفس، أو الدعاء على المال أو الأهل أو الولد

ففي صحيح مسلم عن أنس أن الرسول صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد خَفَتَ من شدة المرض حتى صار كالفرخ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: {هل كنت تدعو بشيء، قال: نعم يا رسول الله، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله! لا تطيقه، أو قال: لا تستطيعه، هلا قلت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار! فدعا الله عز وجل فشفاه} .

فلا يجوز ولا ينبغي للعبد أن يسأل الله عز وجل أن يعجل له العقوبة في الدنيا، كيف تدعو الله عز وجل أن يعجل لك العقوبة في الدنيا؟! والله عز وجل وصف نفسه بأنه رحيم، جواد، واجد، ماجد، كريم، لطيف، حنّان، منان، رحيم، رحمان، فاسأل الله عز وجل أن يغفر لك ذنبك، ويتجاوز عنك، ويرزقك خير الدنيا والآخرة.

كذلك الدعاء على الأهل والمال والأولاد، هذا كله لا يجوز، ولذلك ورد عن جابر مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على الأولاد، ولا تدعوا على خدمكم، لا توافقوا من الله عز وجل ساعة عطاء فيستجيب لكم} رواه أبو داود وسنده صحيح، فكون الإنسان يدعو على نفسه، أو على زوجته، أو على أولاده، أو على خدمه، أو على ماله من بيت أو مزرعة أو سيارة أو غير ذلك، هذا كله غير مشروع ولا ينبغي، وبعض الناس رجالاً ونساءً -خاصة النساء- كثيراً ما تدعو على أولادها بالموت أو الهلاك أو المرض أو بغيره، وهذا لا يجوز؛ لأنه قد يوافق ساعة إجابة فيستجيب الله عز وجل خاصة دعاء الوالد إذا دعا على ولده، ولاشك أن هناك فرق بين الدعاء الذي يخرج من قلب صادق وبين الدعاء الذي يكون على اللسان، لكن -أيضاً- حتى الدعاء وإن كان يطلق من الإنسان بدون إرادته فإنه ينبغي للإنسان وخاصة النساء أن يعودن أنفسهن على عدم الدعاء على أولادهن إلا بخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015