ترك التكلف في السجع في الدعاء

فقد جاء عن مسروق أن عائشة رضي الله عنها قالت للـ سائب [[إياك والسجع، إياك والسجع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يسجعون]] رواه أحمد وابن أبي شيبة والطبراني في الدعاء وسنده حسن، وكذلك روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال لـ عكرمة مولاه: [[وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه]] والمقصود على كل حال (السجع المتكلف) وإلا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع} رواه النسائي والحاكم وقال الذهبي: هو على شرط مسلم فهذا سجع مطلوب، مناسب وعلى البديهة، وغير متكلف، وبعض الناس زينوا كتباً ورسائل فيها أسجاع، زينوا بها دعواتهم، وألفاظاً منمقة خاوية من المعاني، مع أن السجع بذاته أسلوب قد عفا عليه الزمن؛ ما لم يكن سجعاً عفوياً غير متكلف.

وأودّ التنبيه على أن هناك كتاباً اسمه الدعاء المستجاب من السنة والكتاب، وهذا أيضاً مليئ بأدعية منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكثير منها ما بين ضعيف وموضوع وهو لـ أحمد عبد الجواد، فينبغي الحذر من هذا الكتاب وعدم طبعه أو بيعه أو تداوله أو الدعاء بما فيه من الأدعية، وبعض الأئمة والداعين يدعون بأدعية أخذوها من هذا الكتاب، مع أن كثيراً مما فيه غير صحيح، وهناك كتاب آخر أفضل منه جمع الأدعية الصحيحة واسمه الدعاء المستجاب من السنة الصحيحة والكتاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015