ما نقل عن الأمم السابقة في فضل الصمت

يذكر عن رجل من بني إسرائيل أنه كان طويل الصمت، فأرسل إليه ملكهم رسولاً يحاول أن يحركه لعله يتكلم بكلام، فقلبه يمنة ويسرة فما تكلم الرجل، فقال هذا الملك: اذهبوا به معكم في رحلة الصيد، لعله يرى شيئاً يعجبه فيتكلم، فذهبوا به معهم في رحلة صيد، فمروا من عند طائر، فلم يكونوا يعلمون بهذا الطائر، وكان معهم صقور ومعهم وسائل الصيد، وكان هذا الطائر مختفياً في شجرة فما عرفوا أنه موجود، وما انتبهوا له، فصاح الطائر وتحرك، فسمعوا صوته، فأرسلوا إليه صقراً بازياً فأمسك به، فتبسم هذا الرجل، وقال: الصمت جيد حتى للطيور!! أي أن هذا العصفور لو لم يصوت ولو لم يصح، لما انتبهوا له ولما صادوه، لكنه لما صوت فضح نفسه فصادوه، فهذه هي الكلمة التي مسكوها عليه، قال: الصمت جيد حتى للطيور.

والقصة هذه رواها ابن أبي الدنيا في كتابه المسمى الصمت وحفظ اللسان.

ولقمان الحكيم الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وذكر بعض وصاياه، وهو حكيم مشهور في بني إسرائيل، قيل كان نبياً، وقيل: كان رجلاً صالحاً، مر به رجل، فقال: أنت لقمان؟ قال: نعم قال: أنت عبد بني فلان؟ كان يعرف أنه عبد عند جماعة، قال: نعم، قال له: أنت الذي كنت ترعى الغنم عند الجبل الفلاني؟ قال: نعم، قال: فما الذي صيرك إلى ما وصلت إليه؟ لأنه رأى الناس حوله يأخذون ويكتبون عنه الحكمة، فقال: بصدق الحديث، وطول السكوت عما لا يعنيني، صرت إلى ما ترى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015