التعجل في الموافقة على الزواج

أشير أولاً إلى أن بعض الشباب أو الفتيات يتعجلون في اتخاذ قرار الموافقة على الزواج، وهذا خطأ، فأول ما يجب على الفتاة السؤال عن الزوج، من هو؟ ما هي أخلاقه؟ ما هي صفاته؟ كيف عائلته؟ إلى غير ذلك من الأشياء المطلوبة، ثم بعد ذلك يأتي دور الاستخارة، وفي صحيح البخاري حديث جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول: {إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسميه) خيراً لي في ديني ودنياي ومعاشي ومعادي وعاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي ومعادي وعاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به} فينبغي على الإنسان أن يستخير، وهذه الاستخارة يكررها الإنسان حتى يطمئن ويرتاح قلبه، وهي البديل الشرعي عن عادات الجاهلية.

وبعض النساء والعياذ بالله إذا أرادت أن تنظر حظها في الزواج تسلك عادة من عادات الجاهلية، كالخط -مثلاً- أو سؤال الكهان، أو العرافين أو المنجمين أو نحوهم، وفي كل مجتمع توجد عادات معينة جاهلية تحاول المرأة من خلالها أن تعرف أهي موفقة في هذا الزواج أم غير موفقة، وهذا الزوج أصلح لها أم لا يصلح، وهذا خطر عظيم، وفتنة نسأل الله أن يقي المسلمين شرها، وهي أيضاً من باب استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فكيف يترك الإنسان الاستخارة الشرعية وسؤال رب العالمين إلى مثل هذه العادات التي لا تقدم ولا تؤخر؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015