وصف المخطوبة

كذلك أنبه إلى أمر هو: أن بعض الإخوة إذا وصفوا أخواتهم يبالغون، أحياناًَ يكون عن حسن ظن، فقد يكون شاباً طيباً صالحاً ليس قصده أن يروج بأخته أو أن يخدع بها، كلا، لكن هي هكذا في عينه لأنها أخته، وينظر إليها نظرة إعجاب، وبالتالي فإنه يرى أن أخلاقها عالية، وعقلها راجح، وجمالها ظاهر، فيصف الأمر الذي يظنه في أخته، والواقع ليس كذلك.

لهذا أرى أنه لا يكفي الاعتماد على الوصف، ولا أرى -أيضاً- لأحد أن يستخدم الصور الشمسية كما يقع لبعض الشباب، لأسباب منها: أن أصل التصوير هذا ينبغي منعه، وكيف تصور الفتاة، وربما تكون صورتها في يد شباب يتبادلونها ويتناقلونها؟! وقد لا يقبل هذا الشاب وتبقى الصورة في يده، فضلاً عن أنها لا تعطي الواقع، وكيف نستبدل -أيضاً- الذي هو أدنى بالذي هو خير، نستبدل سنة ببدعة! لا، نقول للرجل: تعال وانظر، سواء أمكن أن ينظر بدون علم الفتاة بحيث إذا أعرض عنها لم يكن في نفسها شيء أو انكسار، أو ينظر بعلمها أيضاً، ويكون ذلك بحضور الولي.

وفي مقابل ذلك نجد أن بعض الناس يبالغون في التوسع، فتجلس الفتاة مع الفتى على انفراد، ويطيلون الحديث، وقد يتحدثون في الهاتف أوقاتاً طويلة، وربما تركب معه في السيارة على انفراد إلى غير ذلك، وهذا لا شك أنه محرم ولا يجوز ففي الصحيحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما} وهذا تعتبر أجنبية عنه ما دام لم يتم العقد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015