ومن الأخطاء التي تتعلق -أيضاً- بموضوع الاختيار: أن بعض الناس يقعون في نقيض ذلك، فبعض الشباب إذا حدثتهم يقول: أنا لا يهمني الجمال! أنا يهمني أن تكون امرأة متدينة! وأرى أن هذا هو خطأ أيضاً، لأن الإفراط والتفريط في كل أمر مذموم، فهذا الإنسان قد يقول: أنا لا أكترث بالجمال ولا أهتم به فيتزوج فتاة قد تكون متدينة، صينة، خلوقة؛ لكن فيها شيء من الدمامة، فبعدما يتزوجها يعرض عنها، وربما يؤذيها، وربما يطلقها، فيكون سبباً في شقائها أو في تعاستها، لأنه لم ينظر إلى موضوع الجمال نظرةً معتدلة متوازنة، وكان المفروض أن يكون الشاب معتدلاً وموزوناً في هذا الأمر.
فأنا في الحقيقة لا أؤيد الشباب الذين لا ينظرون إلى المرأة إلا بمقياس الجمال، كما أنني لا أؤيد -أيضاً- الذين يقولون: لا يهمني شكل المرأة ولا جسمها، إنما يهمني أن تكون ذات خلق وحسْب.
ينبغي أن تنظر إلى كل صفة من الصفات المطلوبة في المرأة خاصة حين تجد في نفسك تطلعاً، أما بعض الناس فيقول: أنا لا أجد في نفسي دافعاً غريزياً قوياً وتكفيني أي امرأة، فهذا له الحق فيما يقول.