فمن الأخطاء التي يقع فيها الناس في هذا الباب عدم اعتبار الدين، فقد يبحث الإنسان عن الجميلة أو الحسناء أو من عائلة معروفة، ولكن قد لا يتنبه إلى قضية الدين، ويخالف بذلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة: {تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك} فوصية النبي صلى الله عليه وسلم هي الظفر بذات الدين، سبحان الله! إذا ظفر الإنسان بذات الدين فقد ظفر بالجمال وظفر بالخلق وظفر بالسعادة، وإذا خلت المرأة من الدين فإنها دمية لا خير فيها؛ ولو كانت ملكة جمال، وإني أعرف زيجات قامت على أساس البحث عن الجمال لم تدم أكثر من أشهر، لأن الفتاة مغرورة -أحياناً- تنظر إلى نفسها وتقول: ليس فلاناً أهلاً لي، وليس جديراً بي، أنا يستحقني فلان وفلان، وتذكر أسماء أشخاص مرموقين من المسئولين أو الوجهاء أو الكبراء أو غيرهم، فكيف تستطيع أن تعيش معه، أو يعيش معها وهي ترى أنه ليس كفؤاً لها وأنه لا يستحقها؟ فمن الخطأ أن يغفل الإنسان عن ذات الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {فاظفر بذات الدين تربت يداك} حتى تطمئن إلى أنك بنيت بيتاً صحيحاً، وتطمئن على عرضك، وتطمئن على أولادك، وتطمئن على مالك، وتحفظك في نفسها.