ومن الأشياء المتعلقة بموضوع الاختيار والشروط: قضية الإكراه.
والإكراه يقع على الفتى وعلى الفتاة أيضاً، فبعض الآباء يكرهون فتياتهم على الزواج ممن لا يردن لأنه غني، أو لأنه ابن عمها، أو لسبب من الأسباب، وهذا لا يجوز، بل يحرم على الأب أن يزوج ابنته بغير رضاها سواء أكانت بكراً أم ثيباً، وقد أفتى في ذلك إمام المفتين محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا تنكح الأيم حتى تستأمر} فحرام على الرجل أن يزوج بنته بغير إذنها بكراً كانت أم ثيباً.
وكذلك بالنسبة للأولاد، فأحياناً الأب يضغط على ابنه ليتزوج من فتاة بعينها؛ لأننا نعرفها أو لأنها بنت عمه، أو عمته أو خاله أو خالته أو ما أشبه ذلك، وهذا -أيضاً- ليس بسائغ ولا ينبغي للأب أن يفعله، وغالباً هذه الزيجات التي بدأت بالإكراه مصيرها إلى الفشل؛ لأنه لم يتوافر فيه القناعة لدى الطرفين، خاصة في هذا العصر الذي تفتَّح الناس فيه وأصبحوا ينظرون إلى كثير من الأشياء.