Q سؤال حول مشكلة كبيرة وهي: وجود التلفاز في بيوت الملتزمين، ما هو دور هؤلاء الشباب الملتزم تجاه هذا التلفاز! وتجاه هذا الجهاز، حيث إنه يخرج فيه ما تعلمون؟
صلى الله عليه وسلم هناك دور عام ذكرته قبل قليل وهو أن واجب القادرين على التأثير في اتجاه هذه البرامج ومزاحمتها أن يبذلوا ما استطاعوا، ثم إننا نعلم أن البلاد الإسلامية مقبلة على ما يسمى بالبث المباشر، والذي تحاول فيه الأقمار الصناعية الغربية والشرقية أيضاً أن توصل بثها التلفزيوني إلى بلاد المسلمين، كما تصل إليهم الإذاعات من أنحاء العالم، وبناءً على ذلك سوف يصبح الأمر خطراً مضاعفاً: خطراً على العقيدة بالتنصير وزعزعة العقائد وبث الإلحاد والشبهات في نفوسهم، وخطراً على الأخلاق، وخطراً على القيم الاجتماعية، وخطراً على الفرد وعلى الأمة.
لذلك فإنني أقول: إن من الواجب أن يدرك الأب خطورة الأمر، ويفكر ملياً، ويدرك جلياً أن الأمر لا ينبغي أن يمر هكذا وكأنه شيء عادي.
إن وجود التلفاز في بيوت كثير من الناس لا يعفيهم من التفكير في عقباته ومغبة تركه في المنزل، وترك الحبل على الغارب لأهل البيت فيه، فأقول: من كان بمنجاة من هذا الجهاز أو يستطيع أن يكون بمنجاة فهذا الذي لا يسعه غيره؛ لأنه من الصعب على الأب أن يترك أعماله ويجلس كأنه بواب عند هذا الجهاز فيه مادة يجيزها وفيه مادة يمنعها، هذا مستحيل! وقضية الاعتماد على الوازع الديني في نفوس الآخرين هذا -أيضاً- أمر صعب؛ لأني أعرف أن عادة الوازع الديني عندهم أنه ضعيف.
وأما من كان مبتلى بوجود هذا الجهاز ولابد له منه، فإن عليه أن يعمل ما استطاع على قناتين: القناة الأولى: محاولة حمايتهم من المواد السيئة فيه بقدر ما يستطيع.
القناة الثانية: محاولة تيسير المادة الإسلامية الجيدة للبيت: مثل الشريط الإسلامي، والكتاب، المجلة، وهناك توجد أجهزة الآن يمكن أن تفيد الصغار، فيوجد برامج في الكمبيوتر، يوجد أشرطة كاسيت للأطفال، ويوجد مجلات إسلامية، ويوجد قصص إسلامية، ويوجد وسائل عديدة يمكن أن تنفع أهل البيت، وتحيي الضمير الحي في نفوسهم.
وكذلك دوره في الإصلاح والتأثير؛ فيعقد جلسة مع أهل البيت يذكرهم بالله، وباليوم الآخر، ويبين لهم الحق ليعملوه، ويبين لهم الخطأ ليتركوه.
هذا ما يمكن أن يفعل تجاه هذا الموضوع.