الحرص على دفع الشباب للرفقة الصالحة

Q عن مشكلة واقعة، ما هو دور المجتمع أفراداً ومؤسسات تجاه هذه المشكلة: وهي أن كثيراً من الشباب -هداهم الله- يخرجون إلى مكان ما ثم يأخذون في تعلم الفن، فالجيد فيهم يعلم الرديء، فما رأي فضيلتكم بالدور الذي يمكن أن يقوم به الأفراد والمؤسسات تجاه هؤلاء؟

صلى الله عليه وسلم هذا من جانب يؤكد على أهمية الجليس الصالح، ولذلك شبه الرسول عليه الصلاة والسلام جليس السوء بنافخ الكير، فإنه إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة، فكذلك هذا الإنسان الذي يدرب زملاءه على ألوان من الفن والعزف وغيرها، هو نافخ كير يحرق ثياب جلسائه، وبطبيعة الحال فالشاب يجب عليه أن يختار الجليس الصالح الذي يستفيد منه ديناً ودنيا، وإلا فهؤلاء الجلساء سرعان ما ينفضون عن صاحبهم، وكما قيل: شيئان ينقشعان أول وهلة ظل الشباب وصحبة الأشرار ثم إن الآباء عليهم مسئولية كبرى -في الواقع- في هذا الجانب، فعلى الأقل دور الأب أن يحرص على أن يرشد ابنه إلى الجلساء الصالحين، والحمد لله هم كثير في المجتمعات، ونحن نجد أن المجتمعات ملأى بالشباب المتدين، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وحلقات العلم والمدارس وغيرها.

فأقل ما يمكن أن يكون دور الأب أن يوجه ابنه نحو اختيار الجلساء الصالحين، وكذلك زملاؤه وأصدقاؤه الذين يعرفونه وأقاربه يحرصون على إنقاذ من استطاعوا إنقاذه من هؤلاء.

فهؤلاء الهلكى -أيها الإخوة- سواء أكانوا ضحايا مخدرات، أم كانوا ضحايا أفكار سيئة، أم ما يسمى بالفن، أم غيرها، هؤلاء مثل جماعة مقيمين في بيت ضخم، فتهدم عليهم هذا البيت، فدور مشاهدي هذا البيت بطبيعة الحال ليس دور المتفرج الذي يصف كيف الحادث، وما هي أسبابه، ومن الذي يتحمل المسئولية لا! دوره الآن أن يساهم في الإنقاذ.

فمن استطاع أن ينقذه بالكلية أنقذه، ومن كان يستطيع أن ينقذه ولو كان فيه جروح فعل، ومع هذه الجهود ومع هذا كله لا يمنع أبداً أن يوجد تحت الأنقاض أشخاص كتب لهم أن يموتوا ولا يفيد فيهم الإنقاذ، لذلك الله سبحانه قال عن بعض الناس: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس:97] فعلى الإنسان أن يبذل وسعه في هذا السبيل، والنتائج على الله سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015