رسائل عبر البريد والفاكس

النقطة الثامنة: رسائل وصل إلي من الإخوة رسائل كثيرة جداً، خاصة بعد درس (من هنا وهناك) عبر البريد والفاكس، وأقول لجميع الإخوة: رسائلكم وصلت وجزاكم الله خيراً، وقد قرأت جميع هذه الرسائل، وإن كنت لم أجد وقتاً للرد على الكثير منها -أيضاً- وقد أقرأ الرسالة وأنا أشعر أنه يجب عليَّ كتابة الجواب حالاً، وأن الأمر لا يتطلب أي تأخير، وأن التأخير قد يضر بالمصلحة، لكن يأتيني غيرها فينسيني الرسالة الأولى، وهكذا، فإذا كثرت وجد الإنسان نفسه أمام صعوبة تتطلب بعض الوقت، وجهاز الفاكس -الذي ذكرته لكم- قد سهل المهمة للإخوة ليتصلوا أو يراسلوا، ولكنه صعب المهمة عليَّ أنا من جانبٍ آخر؛ خاصة أن فترة رمضان -كما تعلمون- فترة سفر لم يتسن لي فيها الاطلاع في وقتها -على كثير مما أرسل- لكني أعد الإخوة جميعاً أنني لن أهمل شيئاً من ذلك إنما أعطوني بعض الوقت.

وأحد الشباب أرسل إلي كما يعبر هو: أربع مخطوطات -أي أربع رسائل- عبر الفاكس، وفيها أمور طيبة ومن ضمن ما في هذه الرسائل أنه يطلب مني أن أحضر إلى بلده، ويقول: إنه رآني في المنام وقد زرت ذلك البلد، وعلى سبيل الطرفة والنكتة أقول لذلك الأخ: يذكرون في كتب التاريخ أن أحد الشعراء دخل على الخليفة في بعض مدن العراق وسلم عليه، ثم قال: إني حلفت لئن لقيتك سالماً بقرى العراق وأنت ذو وفر لتصلين على النبي محمد ولتملأن دراهماً حجري فقال له الخليفة: أما الصلاة على النبي فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأما الدراهم فليست عندي، واعتذر منه، فقال: لا تفرق بينهما لا فرق الله بينك وبين محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة، فقال له الخليفة: أمهلني حتى أرجع، واستدان مالاً وأعطاه إياه.

أما الثانية: فيقال: أن رجلاً جاء إلى أحد الناس وقال له: إني رأيتك في المنام، وأنت جالس مع فلان -وذكر له شخصاً يحبه ويتمنى لقاءه- وأنني جئتك فأعطيتني كذا وكذا من الدراهم، فقال له هذا الرجل: {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ} [يوسف:44] .

وأقول للأخ: لا أقول كما قال هذان، ولكني أقول -إن شاء الله- هناك ترتيب لزيارة عدد من المدن والمناطق، ولكن هناك طلبات كثيرة، وكل شيء يأتي إن شاء الله في وقته.

أيضاً هناك أسئلة فقهية كثيرة، وجاءت مشكلات اجتماعية، ومشاركات جميلة من بعض الإخوة نتجاوزها، وموضوعات مقترحة لهذه الدروس، وأشكر الإخوة الذين أرسلوا أكثر من أربعة أو خمسة موضوعات مفيدة ومبرمجة.

وهناك اقتراحات أيضاً منها: أن بعضهم اقترحوا مشاركة بعض الشباب لمدة خمس دقائق في هذا الدرس تدريباً لهم، وهذا موضوع قيد الدراسة، وبعضهم اقترحوا توزيع أشرطة على كبار القوم من الوزراء والكبراء والأعيان والتجار، وكبار الناس وأصحاب الهيئات، وأن تُختار أشرطة وترسل إليهم بطريقة أو بأخرى، وأقول: هذا اقتراح جيد؛ خاصة أنه بلغني أن بعض خصوم الدعوة في هذا البلد إذا وجد شريطاً فيه شيء فإنه يبعث به إلى عدد من الناس ليسهل له مهمة الاطلاع عليه! فلماذا لا يكون هناك اجتهاد في محاولة إيصال بعض الأشرطة المفيدة النافعة إلى كبار القوم؟! وهناك كثير من الإخوة أبدوا استعدادهم للمشاركة؛ انطلاقاً من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:2] وقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71] فجزاهم الله خيراً وشكر الله مسعاهم، ونسأل الله تعالى أن يبارك لهم في أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأعمارهم إنه على كل شيء قدير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015