نحن نقول: من أهم المهمات التي تنتظر المدرس, هو أن يحرص على الوصول إلى قلوب الطلاب, وأن يقيم بينه وبينهم علاقات الحب, والمودة المتبادلة, هذا هو أهم ما ندعو إليه, وهي المهمة الكبرى التي تنتظر المدرس ومن أجلها سقت مجموعة النصائح التسع أو العشر السابقة.
فهل هذا الأمر الذي نطالب به المدرس يعتبر نوعاً من المثالية؟ قد يكون هذا صحيحاً, ويكفينا أن نحاول في ذلك, بل يكفينا أن ينجح في كل مدرسة على الأقل فرد واحد من الصالحين: بالتسلل إلى قلوب الطلاب, والتأثير فيهم, وكسب ولائهم للخير والهدى والصلاح.
إنه يحزنني كثيراً أن نجد -أحياناً- مدرساً همه كسب الطلاب, من أجل النادي أو كسبهم لغرض شخصي, أو كسبهم لفكرة منحرفة فاسدة, أكل عليها الدهر وشرب, وقد تربع هذا المدرس على عروش قلوبهم, وصار هو مجال حديثهم, فلا يذكر إلا بالمدح والشكر والثناء, ثم قد تجد مدرساً مخلصاً مستميتاً, باذلاً مضحياً, سهر الليل وتعب النهار, وجد واجتهد وتعب, ومع ذلك لم يظفر منهم بغير السب والقذف والتنقص.
إنها مأساة جيل, يجب أن نفكر بدقة, كيف نتعامل مع هذا الجيل؟! لأننا لسنا وحدنا المتعاملين معه, فالتلفاز يتعامل معه, وقرناء السوء يتعاملون معه, والشارع, والبيت, بل ربما مؤسسات كثيرة تتعامل معه على بعد آلاف الأميال في أقاليم وبلاد ومناطق أخرى, فينبغي أن نتعامل معه بدقة, وأن نعرف كيف نستطيع أن نؤثر فيه, ونتسلل إلى قلبه, لنكسب ولاءه للإسلام والخير والدعوة.