كن ناصحاً مخلصاً

فيدرك الطالب باستمرار أنك ناصح ومخلص, وتؤكد له ذلك باستمرار وبشكل عملي, نعم إن الكثير من الطلاب يعتبون على المدرس الجاد, ولا يحبونه؛ لأنهم يرون أنه يقف عقبة في طريقهم إلى النجاح, وإلى تجاوز هذه السنة مثلاً, وكيف السبيل إلى التخلص من ذلك؟! هناك سبل كثيرة منها ما أذكره الآن: أن يكون الطالب قد اقتنع فعلاً أنك ناصحٌ له, أنك لا تعامله بهذا الأسلوب من باب أنك إنسان بطبيعتك قاس وعنيد, ولا تحب الخير للناس, بل على النقيض بأنك تحب الخير لهم, وتسعى في مصلحتهم بكل وسيلة, وتضحي من أجلهم بما تستطيع, وأنت تحرص على إيصال المعلومات إليهم, وتبذل قصارى جهدك, وقد تعطيهم دروساً إضافية أحياناً, وقد تصبر عليهم وتبذل ما تستطيع, ولكنك تقنعهم عملياً, وهم أهل لأن يقتنعوا بذلك, بأن من مصلحتهم في المستقبل ألا ينجحوا إلا عن جدارة, فلو فرض أنك ساعدتهم في النجاح عن غير جدارة, لكانت هذه مشكلة تواجههم في العام القادم والذي بعده، ثم تواجههم بعد أن يتخرجوا, حينما يكونون مدرسين أو موظفين, بل قد تواجه الكثير منهم, حينما يصبح عند الواحد منهم يقظة إيمانية, وغيرة دينية في المستقبل, فيقول: أنا يوم كنت طالباً نجحت عن غير جدارة, نجحت بالغش مثلاً, أو بمساعدة من المدرس, حتى إنني أعلم أن الكثير من الإخوة والأخوات ربما تركوا أعمالهم ووظائفهم, وأنهم يقولون: نجحنا نتيجة الغش, أو نتيجة مساعدة المدرس وعن غير جدارة.

فتذكرهم بكل هذه الأشياء, وأنها هي السبب في تمسكك لئلا ينجح أحد منهم إلا عن جدارة, وكفاءة شخصية, وتركز هذا المعنى في نفوسهم دائماً حتى تمتلئ به قلوبهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015