فعالية الأسلحة القتالية

إن الزلزال الذي وعد به جبريل لم يكن زلزالاً أرضياً، فالحقائق التاريخية تؤكد أن المدينة لم تزلزل ببني قريضة، ولكنه زلزال أعظم في قلوبهم: الخوف، والرعب، والقلق، وتفرق الكلمة، وتشتت الرأي، والذعر الذي جعلهم غنيمة للمسلمين، وهذا لم يكن تاريخاً ماضياً فحسب، بل له أوضاع معاصرة كثيرة تدل على أن الأسلحة وحدها ليست سبباً للخوف، وأنه لا يجوز للمسلم أن يخاف من الغرب أو الشرق؛ لأنه يملك السلاح النووي، أو يملك الآليات العسكرية الدقيقة في التصويب مثلاً، أو يملك الطائرات، أو يملك القنابل، أو يملك المدافع، أو يملك ألوان السلاح المادي.

هذه الآليات الأمريكية الهائلة اليوم التي يملكها الدفاع الأمريكي، والتي كانت من أسباب تأخر وانهيار الاقتصاد في أمريكا، ومن أسباب المديونية الضخمة الذي تزيد على ثلاث ترليونات على ظهر الاقتصاد الأمريكي، هذه الأسلحة ربما كانت تصلح أيام التهديد الروسي وأيام الحرب الباردة، حيث كانت أمريكا تواجه تهديداً نووياً واضحاً فعالاً.

أما اليوم فربما كانت تلك الأسلحة لا تلائم ما يسمونه هم بالتهديد الإسلامي الذي هو عبارة عن دول إسلامية صغيرة، أو أجزاء من دول، أو جماعات، أو مجموعات فدائية أو شعوب متفرقة، وإن شئت فقل أيضاً: إن التهديد الإسلامي هو: عبارة عن كثافة بشرية هائلة تهدد بفكرها، وبعقيدتها وبسلوكها في غزو العالم الغربي من داخله، والهجوم عليه من خارجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015