تغير المواقف مع مرور الوقت

Q يلاحظ الإنسان تغييراً في المواقف لدى بعض الناس مع مرور الوقت، فهل مرور الوقت له تأثير على طرق التفكير لدى الناس، وهل الزمن عامل مؤثر بحد ذاته؟ وما هي العوامل المؤثرة على طرق التفكير وما هو الطريق السليم إلى تكوين الفكر السليم لدى الناس؟ وما هو الضابط الشرعي لدى المسلم في اتخاذ موقف معين في القضايا الخلافية التي لم يرد فيها نصٌ في الكتاب ولا في السنة؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

صلى الله عليه وسلم ليست قضية الزمن، بل هي قضية الظروف التي تحدث فتؤثر في أفكار كثير من الناس بسبب الضعف الشرعي لدى الناس، والإنسان الذي ينطلق من منطلق شرعي مواقفه غالباً تتسم بالثبات والاستقرار؛ لأنه يأوي إلى ركن شديد وإلى ركن ركيز، وهو القواعد الشرعية، والنصوص الواضحة، سيكون موقفه أكثر ثباتاً وأكثر استقراراً.

أما إذا فقد هذا الأصل بسبب الضعف الشرعي، أو عدم الإنصات لعلماء الشريعة وفقهائها وحفاظها، فحينئذٍ سيعتمد على رأيه الخاص وعلى قناعاته الشخصية التي تؤثر فيها الأوضاع، بل تؤثر فيها وسائل الإعلام أحياناً، فهو لم ير هذا الحدث بعينه، وإنما سمع بأذنه تقارير وأخباراً ومعلومات قد تكون صحيحة وقد تكون مُعدلة أو مزورة، بغرض التأثير على عقول الناس، وكثير من المواقف مبنية على نوع من الترويج الإعلامي الذي قد يكون مقصوداً أصلاً، ويراعي الظروف النفسية للمستمعين.

وهذا أمر ربما أكثر الإخوة المستمعين يدركه أكثر مني، أي: إن الإعلام يدرس نفسيات المشاهدين والمستمعين ويخاطب هذه النفسيات بأسلوب مؤثر، فهذا يجعل مواقف بعض الناس تتغير، فربما في حال الحدث يكون له رأي، وبعد مضي فترة طويلة يبرد تأثير الحدث عليه فتتغير قناعاته وتتغير آراؤه، وربما تبرز له أمور أخرى غير هذه، هذا جانب مهم وهو قضية تأثير الأحداث في نفوس الناس.

أما قضية الزمن فهذا جانب آخر، وهو أن الإنسان في مراحل عمره له مميزات، فمثلاً: مرحلة الشباب تتسم بالقوة وتتسم بالشجاعة والإقدام وحب المغامرة، ولكن قد ينقصها قدر من الأناة، وقدر من الروية، والتثبت والصبر، بخلاف ما إذا بلغ الإنسان أشده أي فوق الأربعين أو جاوزها، فحينئذٍ قد يميل إلى التأني والتروي وعدم العجلة، وإعطاء نفسه فرصة في تأمل الأمور ودراستها، ومن ثم الحكم عليها بعد ذلك، وههنا يكون للسنِّ تأثير في أسلوب معالجة الإنسان للموضوع أو للتفكير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015