إيجاد البيئة المناسبة للمسلم

النصيحة الثانية: لقد عشت بين أظهركم أكثر من مرة وزرتكم في أمريكا، وفي كندا، وفي عدد من المراكز، وعدد من الولايات، وسمعت أسئلة كثيرة من الإخوة واستفتاءات وتساؤلات يقف الإنسان أمامها حيران، والقاعدة العامة في مثل تلك الأسئلة والاستفسارات هناك هي: البحث عن رخص تلائم الظروف التي يعيشونها والأوضاع التي يواجهونها.

وقد يجدون -أحياناً- شيئاً من هذه الرخص من بعض من يسألونهم، لكنني أنصح الإخوة بدلاً من ذلك أن يسلكوا الطريق العملي، طريق العزيمة، وطريق القوة، وهو السعي الدؤوب الجاد في تحقيق الشروط الشرعية في حياتهم العملية حيث يسكنون، أي: أن يحاول المسلم أن يوجد في المنطقة المحيطة به أو البلد الذي يعيش فيه، أن يوجد كل المرافق والوسائل والمتطلبات التي يحتاجها وجوده.

نعم، إن المساجد كثيرة وربما تُعد بالمئات في هذا البلد والمراكز الإسلامية كذلك، وهي بداية لتكوين مجتمعات إسلامية يجتمع فيها المسلمون رجالاً ونساءً لأداء الصلوات، أداء صلاة الجماعة وصلاة القيام في رمضان، ولدعوة النشاطات الإسلامية الخيرية، وينبغي أن ينبثق من هذه المساجد والمراكز مؤسسات لأعمال مختلفة تحقق للمسلمين أن يعملوا على تطبيق دينهم إسلامياً، وأضرب لذلك مثلاً واحداً من أسهل وأقرب الأمثلة: يكثر السؤال مثلاً عن حكم اللحوم الموجودة في تلك البلاد، وما يحل منها وما لا يحل، والأكل وماذا يأكل الإنسان، وهل يأكل في مطاعمهم؟ لماذا لا يكون لدينا إمكانية أن نوفر الذبح الحلال وعلى الطريقة الإسلامية؟ وأن نوفر المطاعم الإسلامية، وأن نوفر سائر المرافق التي يحتاجها المسلم في هذه البلاد؟ لماذا يقتصر دورنا على مجرد الاستفتاء والسؤال للبحث عن رخص أو فتاوى تتعلق بحال ضرورةٍ أو حاجة؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015