شرف النفس وعلو الهمة

ثالثاً: شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السِّباب، ويرى أنه لا يجعل نفسه في هذا المقام لن يبلغ المجد أقوام وإن عظموا حتى يذلِّوا وإن عزوا بأقوام ويشتموا فترى الألوان مسفرةً لا صفح ذلٍّ ولكن صفح أحلام يعني: لا بد أن تعود نفسك على أن تسمع الشتيمة فيسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة وضحكة عريضة، ليس على سبيل التمثيل، ولا تقل: لا أريد لخصمي أن يقطف زهرة الانتصار علي، وإنما تدرب نفسك تدريباً عملياً على كيفية كظم الغيظ وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا عود نفسك على هذه المقامات السامقة الراقية العظيمة نعم، إنها جرعة غيظ تتجرعها في ذات الله تعالى، يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه معاذ بن أنس الجهني عند أهل السنن وهو صحيح: (من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه دعاه الله على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء) .

اسمحوا لي يا إخوة! فالكلام سهل وطيب، وأعتقد أن أي واحد منا يمكن أن يلقي محاضرة خاصة في هذا الموضوع، لكن بمجرد ما يواجه أول موقف يتغير عنده (الترمومتر) !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015