معنى تكون خلافة على منهاج النبوة

فإذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: {تكون خلافة على منهاج النبوة} فالمعنى: أنه عليه الصلاة والسلام، زكى الخلفاء الراشدين من أصحابه، أنهم يحكمون بهديه وسيرته بالعدل والإنصاف، والحكم بما أنزل الله، وعدم التغيير أو التبديل، وهكذا زكى النبي صلى الله عليه وسلم الخلافة الراشدة التي تأتي في آخر الزمان على منهاج النبوة، وقد ذهب بعضهم على أن المقصود خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، والأقرب والله تعالى أعلم أن الخلافة على منهاج النبوة، قد تكون هي خلافة في آخر الزمان، على يد المهدي الموعود، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بظهوره، فإنه سكت بعدها مما يدل على أنها آخر الأمر، ونهاية المشوار، وأنها الخلافة التي يجتمع عليها المسلمون، وهذا لا يمنع أن يوجد في تاريخ الإسلام كله، سواء في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، أم في من بعده من خلفاء بني أمية، أم بني العباس، أم من بعدهم، أم من يأتي به الله تعالى، أن يكون في الأمة من يحكم بالعدل والقسط، في رقعة محدودة من المكان، أو في حيز محدود من الزمان، فهذا لا مانع منه، بل الظاهر والأقرب والله أعلم، أن ظهور المهدي عليه السلام، لا بد أن يكون له إرهاصات وبشائر ودلائل تسبقه، في هداية الناس وصلاحهم وانتظام أمرهم، ووجود نوع من الخير فيهم، فإن المهدي الذي وعد به النبي صلى الله عليه وسلم لا يبعث إلى أمة ميتة، ينفخ فيها الحياة، كلا، إنه لا يحي الموتى، ولكنه يبعث إلى أمة قد دبت فيها الحياة، ووجدت فيها الهداية، وهي بحاجة إلى قيادة ربانية، فيختار الله تبارك وتعالى لها برحمته وقوته هذا الرجل الراشد، الذي يقود الأمة في تلك الأزمنة المظلمة، فهذا معنى قوله: {ثم تكون خلافة على منهاج النبوة} يعني على طريقة النبوة، على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هديه في الحكم بالقسط والعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة شريعة الله تعالى في عباده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015