أخيراً: فإن الإنسان إذا بلغ، وقال ما يجب عليه بالعبارة الصحيحة الصريحة، وبالأسلوب الذي يستطيع، وأقام الحجة على العالم، أنه في بلد كذا منكر كذا وكذا، وهذه هي الأدلة، وهذه هي الوثائق، أو على المسئول كأن يكون من أهل الحسبة، أو سلطان أو غيره، حينئذ نقول لك: يا أخي! ذمتك بريئة، ذمتك برئت، لأن هذا غاية ما تستطيع، وليس بيدك قوة وسلطة تغير بها.
وهذا الموضوع قد أطلت فيه بعض الشيء، لأنه من الأمور التي يكثر سؤال الناس عنه، واستفسارهم حوله، خاصة وقد أصبحت المنكرات بالشكل الذي أومأت إلى شيء منه في بداية هذه النقطة، وعمت وأطمت، وأصبحت تقلق بال الغيورين.