ينبغي أن نعود إلى إحياء قضية الوحدانية والتوحيد -توحيد العبادة- ودعوة الناس إليه، وتربيتهم عليه، وأن يكون هذا هو محور حديثنا، وأن تكون هذه هي المعركة التي نملك الاستعداد لأن نثيرها في كل زمان ومكان، وأتساءل أيها الأحبة: كم محاضرة، وكم من كتاب، وكم من مقالة، وكم من مجلس، وكم من شريط نملكه في قضية توحيد الألوهية؟! ولا تستكثر على مثل هذه القضية، وتقول: قضية -كما ذكرت آنفاً- واضحة لا داعي للإطالة حولها؛ لا، إن كلمة لا إله إلا الله لم تكن مجرد شعار يرفع أو كلمة تقال باللسان، وإلا لتسارع إليها المشركون، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {كلمة تدين لكم بها العرب وتملكون بها العجم، قالوا: نعم وأبيك وألف كلمة} كلمة أمرها سهل، ولكن الأمر أبعد من ذلك، كلمة لا إله إلا الله هي يسيرة، اللام والألف والهاء كل إنسان يستطيع أن ينطق بها العربي والعجمي والطفل الصغير، بل الإنسان الألثغ يستطيع أن يقول لا إله إلا الله بيسر وسهولة.
فليست المشكلة هي أن ينطق الناس بهذه الكلمة فحسب؛ لا، قضية لا إله إلا الله والمعركة التي نتحدث عنها هي معركة صياغة الحياة كلها وفق شريعة الله ونظامه.