وهذا هو الطريق الصعب الطويل الشاق الذي اختاره الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ ويجب أن يختاره أتباعهم مهما يكلفهم ذلك من جهدٍ ومشقة وعناء، ولو ظل الناس اليوم، وكل يوم، وإلى يوم الدين يتكلمون فقط عن جانبٍ واحد من جوانب لا إله إلا الله، ويحاربون لوناً من ألوان الشرك يتعلق بالأوضاع الشعبية فقط؛ لما تعرض لهم أحد، ولما وقف في وجوههم أحد، حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام لم يكونوا يدعون إلى جزءٍ واحد، وإنما قال بعضهم كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنه قال: {إن هذا الدين لا يقوم به إلا من أحاطه من جميع جوانبه} .
إن كلمة لا إله إلا الله تقتضي تحرير الإنسان من الولاء لغير الله، وتحريره من الولاء للطاغوت، والولاء للمشركين، ولليهود، وللنصارى، والولاء للعلمانيين، وللمنافقين؛ بل ينبغي أن يكون ولاؤه للمؤمنين، وهذا أمر واضح.
إذا كان في قلبك إيمان وحرارة، فأنت إذا سمعت أن هناك معركة في أي مكان في الدنيا، في الجزائر، أو في مصر، أو في الأردن أو في أي مكان، سواءً معركة عسكرية أم معركة سياسية أم معركة إعلامية بين الحق والباطل، فإنك لا تملك قلبك أصلاً إن كنت مؤمناً، لا تملك قلبك من الميل إلى صف المؤمنين، والفرح بانتصارهم، والدعاء لهم، والحزن لما يصيبهم.