بعض الناس يهربون بأحاديث الفتن من الواقع، ويهربون من العمل، وينسون أنه في أزمنة الفتن الأمر يستوجب زيادة.
مثلاً: إذا كثرت الفتن مثل زماننا هذا فليس معناه أن يترك الإنسان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالعكس لقد زاد الأمر وجوباً! وليس معناه أن يترك الإنسان الجهر بكلمة الحق في زمن الفتنة، لا.
وإن زمان الفتنة يوجب أن يزيد الناس من الجهر بكلمة الحق، وإعلانها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الناس أحوج ما يكونون إليها، وإلا إذا اتضحت الأمور وبانت لم تعد هناك فائدة من الكلام، وإذا استقام الناس والتزموا بالمعروف فلا فائدة من النهي عن المنكر.
فالناس أحوج ما يكونون إلى الأمر بالمعروف إذا تركوه، وأحوج ما يكونون إلى النهي عن المنكر، إذا وقعوا فيه، وأحوج ما يكونون إلى بيان الحق إذا التبس الأمر عليهم، فإذا ظهر الأمر لم يبقَ لأحد فضل ولا كلام.