السبب الأول: هو استكشاف المجهول، فالإنسان من طبيعته يحب أن يعرف المستقبل، ويستكشف المجهول فيحاول أن يعرف ذلك من خلال بعض النصوص الواردة والتي تكشف ما قد يقع في المستقبل، فلذلك يقرأ في هذه الأحاديث.
السبب الثاني وهو أهم: أن الناس يؤثرون دائماً ألا يعملوا، فنحن دائماً نحب ألا نعمل، نحب أن نتكلم لكن لا نحب أن نعمل، فأحاديث الفتن -أحياناً- يتخذها بعض الناس مهرباً من العمل.
فمثلاً: إذا وجد الأحاديث الواردة في المهدي، قال: لا داعي للعمل علينا أن ننتظر، نسينا أن كل واحد منا يجب أن يكون مهدياً يدعو إلى الله عز وجل، يهتدي بهدي الله عز وجل ويدعو إلى الله عز وجل، أما المهدي الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فنحن ما تُعُبِدْنا بأن ننتظره متى يأتي؟ بعد مائة سنة أو مائتين أقل أو أكثر، الله أعلم، هذا غيب عند الله عز وجل، ما تعبدنا بأن ننتظر شخصاً معيناً، إنما تعبدنا بأن نقوم بالواجب، ندعو إلى الله ونتعلم ونتعبد ونجاهد هذا هو المطلوب، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، أما انتظار شخص معين فهذا لم نُتَعَبَّد به كما تفعله الرافضة، فهم منذ مئات السنين وهم عند سرداب سامراء ينتظرون مهديهم الذي لا يخرج أبداً، حتى ضحك منهم الناس وقال لهم أحد الشعراء:- ما آن للسرداب أن يلد الذي أوجدتموه بجهلكم ما آنا فعلى عقولكم العفاء فإنكم خلقتم العنقاء والغيلانا يقول: أنتم مجانين، منذ مئات السنين وأنتم تنتظرون! والغريب أن عندهم فرساناً وخيولاً ربطوها ينتظرونه، وكلما حصلت حركة قالوا: جاء، جاء، ويدعون في كتبهم يقولون: عجل الله فرجه وسهل مخرجه.
هل يصلح أن يكون أهل السنة ينتظرون مهدياً بهذه الطريقة، المهدي سيخرج لكن متى؟ هذا علمه عند ربي في كتاب، نحن مطالبون بأن نعبد الله بالدعوة والجهاد والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وألا ننتظر أحداً، لا ننتظر أحداً يقوم بهذه المهمة بالنيابة عنا.