النقطة السابعة: وهذه وقفة أخرى وقد اخترت لها عنواناً اسمه "بين اليأس والأمل".
فكثير ممن يتكلمون في الفتن لا يتقنون إلا الأحاديث التي تدل على اليأس.
مثلاً: إذا تكلم أحد في الفتن أو سمع كلاماً حول أحاديث الفتن تبادر إلى ذهنه، حديث أنس رضي الله عنه: {لا يأتيكم زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم} سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم، والحديث لاشك فيه صحيح رواه البخاري أو حديث: {لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدباراً} أو حديث: {يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أكل أمن حلال أو من حرام} هذا في صحيح البخاري.
فيدب اليأس إلى نفوس الناس، وكأن القائل منهم يقول: هذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد وقع وآل الأمر إليه، فلا فائدة، ولا حيلة، ولا داعي لأن نقوم نحن بواجبنا في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة، والجهاد، وغير ذلك؛ لأن الأمور قد انتهت وهذا فيه عدة أخطاء:-