قتال اليهود

مثل آخر: قتال اليهود وهو معلوم وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة: {أن المسلمين سيقاتلون اليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الشجر والحجر ويقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا اليهودي ورائي تعالَ فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود} وحديث آخر يستحق العجب، فقد روى البزار بسند حسن والطبراني وابن مندة في كتاب معرفة الصحابة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/349) وقال: رجال البزار ثقات، عن نُهَيْك بن صريم السكوني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لتقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال، على نهر الأردن أنتم شرقيه وهم غربيه} سبحان الله! صدق الله ورسوله هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، يقول الراوي: {ولا أدري أين الأردن يومئذ} .

إذاً: فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أننا سوف نقاتل المشركين -واليهود من المشركين- على نهر الأردن نحن على شرقيه وهم على غربيه، حتى إن آخرنا وبقيتنا يقاتلون المسيح الدجال، وذلك فيما بعد والراوي يقول: أنقل الحديث وأنا يومئذٍ لا أدرى أين يكون الأردن، لكن أنقل ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيا سبحان الله! انظر: الآن اليهود يتجمعون لتحقيق موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يثلج صدر كل مؤمن بحيث يقطع قطعاً جازماً لا شك فيه ولا ريب في تحقيق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن لنا مع اليهود جولة قادمة منتصرة، فنقول: يا معشر اليهود! اصنعوا ما بدا لكم، وألَّبوا واجمعوا وتنادوا واصنعوا، فإن جيش محمد صلى الله عليه وسلم سوف يعود.

فالمقصود من هذا الحديث الذي ذكرته فقط للتنبيه، لكن موضوع قتال المسلمين لليهود، الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، حين نعلم بهذا الحديث هل يسرنا -مثلاً- أن اليهود احتلوا فلسطين وما حولها، أبداً لا يسرنا ذلك، أي مسلم لا يسره بأن تقع البلاد التي بارك الله حولها في أيدي اليهود؟! أيُّ مسلم يسره ذلك؟! على منابت تاريخ وأرض هدى من الرسالات ذات الجدر والسمق على الخليل وكم ضاءت منائرها في المسجد الحرم الأقصى من اليفق على منابت قدس المجد باركها وحولها الله وهى اليوم في الربق مسرى الرسول وأولى القبلتين بها واحر قلباه ماذا للفخار بقي عيناي عيناي ويل الهول صورته في أدمعي حيثما يممت من أفق مالي أرى الصخرة الشماء من كمد تدوي وعهدي بها مرفوعة العنق ومنبر المسجد الأقصى يئن أسى قد كان يحبو الدنا من طهره الغدق واليوم دنسه فجر ألم به من غدر شعب اليهود الداعر الفسق وللعذارى العذارى المسلمات على أعواده رنة الموفي على الغرق لو استطاع لألقى نفسه حُمماً صوناً لهن ودك الأرض في حنق وظلت الكعبة الغراء باكية وغم كل أذان غمة الشرق وقائلين: يهود قلت: واحربا أجل! يهود يهود الذل والفسق يا نائمين انظروا فالله من أزل أرسى نواميسه في الخلق كالفلق هم حاربونا برأي واحد عددٌ قِلٌ ولكن مضاء ثابت النسق يحدوهم أمل يمضي به عمل ونحن وا سوأتا في ظلة الحمق زاغت عقائدنا حارت قواعدنا أما الرءوس فرأي غير متفق البعض يحسب أن الحرب جعجعة والبعض في غفلة والبعض في نفق إذاً: لا يوجد مسلم يسره أن ينتصر اليهود أو يحتلوا فلسطين ليتحقق موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل يسرك أن تقرأ في الصحف اليوم أن مئات الألوف من اليهود يهاجرون من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل؟ وتقول: الحمد لله هم يتجمعون حتى نقتلهم؟ كلا، لا يسر المسلم بذلك.

هل يسرك ما تقرأ في الأخبار والصحف والتقارير من التقنية الهائلة، والتقدم العلمي، والقوة الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية والحضارية التي تتميز بها هذه الدولة، التي هي شوكة في جسم الأمة؟! كلا والله، فإن كل مسلم يسوءه ذلك ولا يسره.

لكن إذا حزن لذلك واغتم له وامتلأ قلبه غيظاً وهماً وكمداً حتى كاد الأمر أن يؤول به إلى اليأس، قلنا له: لا تيئس: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87] هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر أنهم وإن فعلوا ما فعلوا إلا أن لنا معهم جولة نحن فيها المنتصرون بإذن الله عز وجل، وهذا ما قاله لك رسول الله عليه الصلاة والسلام، إذاً نحن متعبدون بكراهية هذه الأعمال كلها، كراهية تجمع اليهود، إن الله تعالى يكرهه فنحن نكرهه أيضاً، وهذا الذي تُعبِّدنا به هذا الشرع، نحن متعبدون بالحزن لهذا الأمر، ومتعبدون بكراهية القوة التي يملكون، كراهية مجيئهم من أقاصي الدنيا إلى فلسطين، كل ذلك نحن نكرهه، ونحن متعبدون بذلك، بل نحن متعبدون بالحزن، فإن الحزن الذي تحزنه إذا سمعت بأخبار اليهود وتقدمهم وتجمعهم من كل مكان، هذا حزن محمود تؤجر عليه بإذن الله عز وجل.

ولو كان لك قوة أو تأوي إلى ركن شديد، لكان يجب عليك أن تبذل ما في وسعك لمنع هذا الأمر، فلو أننا نحن المسلمين نملك قوة إعلامية، أو قوة اقتصادية، أو قوة سياسية، أو قوة عسكرية نستطيع بها أن نمنع مجيء اليهود من الاتحاد السوفيتي أو من بلاد أوروبا إلى فلسطين، لوجب علينا أن نستخدم هذه القوة الإعلامية، أو الاقتصادية، أو غيرها في منعهم.

إذاً: كان يجب أن نبذل ما نستطيع في ذلك، لكن إذا لم نستطع نقول لهم: لا بأس، انتظروا فهناك يوم قادم سوف يفصل الله تعالى بيننا وبينكم وهو خير الفاصلين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015