حول المعركة الحاسمة مع اليهود

Q إنني أحبك في الله وبعد، فلقد قلت أنك لا تذكر معركة حاسمة بين اليهود والمسلمين إلى الآن؛ مع أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين، هل احتلال اليهود للأرض المقدسة والمسجد الأقصى لا يعتبر هجوماً على المسلمين وحرباً شعواء معهم؟

صلى الله عليه وسلم أحبك الله، أما ما ذكرته من احتلالهم فإنه لا يعارض ما أسلفته، لأنني أقول: لا أعرف معركة حاسمة معهم، يعني في التاريخ الإسلامي، أما الآن فقد بدأ التحرش من قبل اليهود للمسلمين، لسبب هو أنهم بدأوا يتجمعون من أصقاع الدنيا، ولذلك، يسمون شذاذ الآفاق، لأنهم كانوا مشردين، مطرودين، في كل ناحية منهم أفرادُُ قلائل، يسامون سوء العذاب، في ألمانيا، وفي روسيا، وفي البلاد العربية، وفي غيرها، حتى تجمعوا في إسرائيل، ويجب أن نؤمن إيماناً حاسماً جازماً بأن تجمعهم الآن في إسرائيل هو لتحقيق موعود النبي صلى الله عليه وسلم، هناك حديث ربما سمعتموه مني في غير هذه المناسبة، لكنني أتلذذ بإعادته، وهو ما رواه الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {تقاتلون اليهود، حتى يقول الحجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله} وفي رواية: {لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله} وفي رواية: {إلا شجر الغرقد، فإنه من شجر اليهود} بل في رواية مفرحة سارة مطمئنة، رواها البزار والطبراني بسند حسن، كما يقول الهيثمي والغماري عن مهيكب بن صريب السكوني وصريب السكوني رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تقاتلون المشركين على نهر الأردن، أنتم شرقيه وهم غربيه} يا -سبحان الله-، بهذا التحديد، ويقول الشيخ الألباني، بأن هذا الحديث ضعيف؛ لأن في سنده أبان بن صالح القرشي، وهو ضعيف، فأقول هذا عجب من عجب.

لأن الحديث أولاً: ليس في الحلال والحرام، وإنما هو في بشرى بشَّر بها النبي صلى الله عليه وسلم عنه وَالأَوْلَىْ الأخذ بِهَا، الأمر الثاني: أرأيت لو جاء هذا الحديث من طرق براوٍ آخر ضعيف، ألا يقوي الراوي الضعيف الأول ويشده؟ بلى يقويه ويشده، خاصة لأن ضعفه ليس بتهمة، وإنما هو لضعفٍ في الحفظ، وليس شديد الضعف، فإذا كان وجود راوٍ آخر نقل الحديث يقويه، ألا يقوي الحديثَ الواقعُ الماثل للعيان، الذي لم يكن معروفاً عند السلف، والذي لم يوجد إلا في هذا العصر، من كون اليهود يتجمعون على نهر الأردن، يعني ربما كان كثير من السابقين يقول: هذا غريب سبحان الله، ربما قالوا: إنه مما يضعف الحديث بعد اليهود من نهر الأردن، شرقيه وغربيه، فقد كان في أيدي المسلمين، فأين يأتي اليهود، أما الآن فقد بدأت النبوءة تتحقق، وبدأنا نعلم بصحة الحديث، لأن الحديث الضعيف ليس حديثاً مقطوعاً بضعفه، إنما نتوقف في حكمه، فإذا جاء ما يشهد بقوته قويناه، وهناك واقعُُ ماثل للعيان شاهد في الواقع، وهو أنه بدأ اليهود يتجمعون، وهم الآن يواجهون المسلمين من ضفة أخرى من نهر الأردن، وهذا يجعل كل مسلم واعٍ عاقل مصدق يقطع بأن هذه النبوءة بدأت تتحقق، وأن لنا مع اليهود معركة حاسمة لم تحدث في التاريخ، لكنها ستحدث في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015