سبب خوفهم من المسلمين

لا يرون إنهاء المسلمين إلا خيراً لهم، لماذا؟ لأن وجود المسلم خطرٌ عليهم وما لم نعِ هذه الحقيقة -أيها الإخوة- فنحن نعيش في غباء وغفلة وغيبة عن الواقع! ألا تلاحظون -أيها الإخوة- أن المسلم الصادق الآن هو الطرف الوحيد الذي بقي متمرداً على خطط الأعداء، الآن اليوم تسمع حرب في أقصى الدنيا أو المشرق أو المغرب، في فيتنام أو في أي مدينة أو أي دولة من دول العالم، وحروب طاحنة، وتسمع الأخبار على مدى سنوات، كذلك في بعض الدول الإسلامية أو التي كانت إسلامية، مثل لبنان وسواها، قد تسمع حرب ضارية، ودماء تسيل، والأخبار تتصدر الصحف، توجد دول لا نعلم في أي مكان في الدنيا، نيكاراجوا، في أي مكان وهكذا، فالحرب في الدنيا كثيرة هذه الحرب المشتعلة، اليوم مشتعلة وغداً تنتهي وتتحول إلى رماد؛ لأن هؤلاء المقاتلين، عبارة -كما يقولون- عن أحجار على رقعة الشطرنج!! يحركهم اللاعب، فإذا أراد أن يسكن الأمر، توقف وتوقفت الحرب؛ ولذلك تنتهي الحروب في يوم وليلة، لكن إذا كان في الحرب طرفٌ إسلامي، انظر ما الذي يحصل، تستمر الحروب، وتتفق إرادة روسيا وأمريكا على إيقافها، ومع ذلك تظل الحرب مشتعلة، ولعل أبرز مثال قضية أفغانستان، الآن ظهرت القضية واضحة، أمريكا وروسيا، متفقتان على قضية أفغانستان، وقد التقتا على حل واحد، ولكن مع ذلك الحرب لا تزال مشتعلة، ولا يزال أوارها يحرق الأخضر واليابس، لماذا؟ لأن في الحرب طرفاً ليس خاضعاً لروسيا ولا أمريكا، وهو الطرف الإسلامي، إذاً من حقهم -أيها الإخوة- أن يخافوا من الإسلام؛ لأن الإسلام هو المتمرد عليهم دائماً وأبداً، وحملة رسالة الإسلام هم الذين يرفضون الولاء للشرق أو للغرب؛ لأنهم أعطوا ولاءهم سلفاً لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين، ورضوا أن يحيوا ويموتوا في سبيل الله، وقال قائلهم: الموت في سبيل الله حياة.

رضيت في حبك الأيام جائرةً فعلقم الدهر إن أرضاك كالعذب ولو ملكتُ خياري والدنا عرضت بكل إغرائها في فنها العجب لما رأت غير إصراري على سنني وأعادها اليأس بعد الهد والنصبِ قلبي خليٌ عن الدنيا ومطَّلبي ربي فليس سراب العيش من أدب هؤلاء الذين تعلقت قلوبهم بالآخرة، وبالجنة، بالنظر إلى وجه الله الكريم، بالتمتع بالنعيم الذي أعده الله تعالى للمؤمنين، هؤلاء هم الذين أربكوا مخططات الشرق والغرب، وأعجزوا اليهود والنصارى والمشركين وحيرَّوهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015