ولذلك أقول بصراحةٍ تامة: "من حقهم أن ينذعروا ويخافوا من الإسلام، ويعملوا على تحويل المسلمين عن دينهم إلى الكفر بشتى ملله" هذا مبدأ ربما توقفت عنده بعض الشيء؛ لأنني أعتبر أنه منطلق مهم فمهمٌ جداً أن ندرك أن الهدف النهائي لهم إخراج المسلمين من دينهم، لكنهم ليسوا أغبياء، ولذلك يقولون هم وغيرهم "ما لا يدرك كله لا يترك جله" وليس صحيحاً أنني آتي لمسلم متعبد، مقيم للشعائر، غيور "تستطيع أن تقول: مسلم قوي الإيمان والإسلام"، ثم أريد أن ينتقل من ذلك إلى كفر صراح بواح، هم يمشون بخطوات؛ فالخطوة الأولى: أنهم بُلُوا -وهذه من نعم الله عز وجل- أن خيراتهم في بلاد المسلمين، فهذا البترول الذي تنعم به البلاد الإسلامية، وتحتوي أراضيها على أكبر رصيد في العالم له هو الذي تَحكَّم في العالم كله، لا في اقتصاد العالم فقط، ولكن يتحكم في العالم كله: اقتصاده وسياسته وتصنيعه، وكل شئ!! ولو توقف البترول لانشلت حضارة العالم، وهذا البترول هو من ممتلكات المسلمين التي وهبهم الله عز وجل إياها، فهم ينزعجون لذلك أشد الانزعاج، حتى إنني قرأت وسمعت في بعض التقارير والعياذ بالله أنهم يقولون: إنهم كانوا يفكرون في أن هذه الثروة العظيمة عند المسلمين، يجب النظر فيها ويقولون بلغتهم هم: يجب تصحيح خطأ الإله!!، والعياذ بالله الذي وضع هذه الثروة عند قوم لا يستأهلونها ولا يستحقونها، كان يجب أن تكون هذه الثروة في بلادهم، هذا موقفهم، ولا شك في صفاقة هؤلاء القوم وكفرهم العظيم بالله جل وعلا، فلا يستغرب منهم مثل هذا الأمر، فقد أعلنوا الكفر صراحاً بواحاً، قبل ذلك بدهور وقرون.
المقصود أن المسلمين يتحكمون في مصير العالم، ليسوا أمة على هامش التاريخ الآن! حتى مع كونهم أمة ضعيفة، فكان من أهم الأهداف المرحلية للأعداء أن يضمنوا مصالحهم الحيوية، سواء كانت مصالح اقتصادية، أو مصالح سياسية أو غيرها، فإن تحققت لهم مصالحهم فإنهم لا يكتفون بهذا ينتقلون إلى خطوة وراء ذلك، وهي أنهم يريدون أن يستمر هذا الضمان، بمعنى أنهم بدءوا بالوقاية، الآن يقول لك: صحيح أن مصالحنا مضمونة، لكن نخشى أن يأتي تهديد يوماً من الأيام يهدد هذه المصالح، من أي جهة كانت.
إذاً لا بد أن نضع الأساليب الوقائية التي تضمن أن تظل هذه المصالح جارية دون توقف، فإن تحقق لهم ذلك انتقلوا إلى خطوة ثالثة، وهي أن مجرد وجود المسلمين بتجمعهم وتكاتفهم واتحاد كلمتهم، وكونهم يشكلون مجتمعاً متميزاً بأخلاقيات معينة، وشكليات معينة، ومظاهر معينة ورسوم معينة، وعقائد معينة هذا يشكل خطراً علينا لأنه يجعل هناك مجتمعاً يمكن أن يكون نمطاً لحضارة جديدة.
إذاً لابد من تفكيك البنية الاجتماعية للمسلمين، هذا الذي أستطيع أن أقول أنه المظهر الثالث من مظاهر الحرب الجديدة، هو العمل على تفكيك البنية الاجتماعية للمسلمين، وتمزيق المجتمع.