المرأة في أتون الصراع

تمزيق المجتمع الكلام فيه يطول، ولا أريد أن أستأثر، ولكن أضرب لكم أمثلة، مثلاً: قضية المرأة، تنظيمات وتشريعات الإسلام في المرأة متميزة، أي أن المرأة عالم آخر غير الرجل، في البيت: لها مكان خاص، مدخل خاص، مخرج خاص في المسجد: لها موقع خاص في المدرسة، في الشارع، في الملابس، في الأحكام المرأة متميزة عن الرجل: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران:36] في كثير من الأمور بتميز كامل المرأة عالم، والرجل عالم آخر، صحيح بينهما روابط وعلاقات وود متبادل، لكن يبقى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران:36] لم يطق الكفار أن يروا المرأة المسلمة تلبس البشت، والعباءة، وتغطي رأسها ووجهها بالجلباب، وقد قرأت في تقارير غربية يقولون: إن رؤية المرأة بهذا الشكل، لا تتيح لك كثيراً من الخيال، معنى كلامهم لا تستطيع أن تتخيل كيف وضع المرأة في بلاد المسلمين، الصورة أمامك، امرأة تمشي في الشارع، ما ترى منها شيئاً من أم رأسها إلى أخمص قدميها.

حتى إذا وجد عندهم حالات نادرة أن الفتاة لا تعاشر رجلاً بالحرام، أهلها يعتبرونها مشكلة! ويذهبون بها إلى الطبيب! فهم قوم من طينة أخرى، شكلٍ آخر، تاريخ آخر، عقلية أخرى، أخلاقية أخرى، أما النساء المتزوجات، فنسبة (70%) من النساء المتزوجات عندهم على علاقة غير شرعية على علاقة مع رجل آخر، فما يطيقون هذا الوضع بالنسبة للمرأة المسلمة، وهذا الوضع يهددهم، مع أننا ضعفاء نحن المسلمين، وما عندنا دعوة جادة إليهم، ولسنا الآن نملك حضارة، نستطيع أن نفرضها على العالم، ولسنا نملك القوة، لكن مجرد وجود نمط متميز من وضع خاص للمرأة، هذا يخيفهم وفي نفس الوقت، يخيف أذيالهم المندسين في صفوفنا، يخيف العلمانيين، يخيف الحداثيين، اليساريين، أصحاب الشهوات: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27] .

إذاً لا بد من إخراج المرأة عندهم، ويستدلون على ما يريدون بأنه وفق تقاليد ديننا الحنيف، وشريعتنا السمحة!! ووفق الموروثات، وعمر رضي الله عنه يقول، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول والله تعالى يقول، وكل هذه الأدلة والعبارات تستخدم من قبلهم في مرحلة معينة! المهم نحقق ما نريد، هذا منطقهم، مسألة إخراج المرأة، أو مسألة تحرير المرأة، كما يعبرون، يعتبرونها قضية مصيرية يراهنون عليها، لا بد أن نرمي بثقلنا لإخراج المرأة، ولا شك أنكم تعرفون أن وضع المرأة في العالم الإسلامي كله -والله المستعان-، وضعٌ غير مرضي عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015