لو انتقلنا إلى ما هو أوسع إلى المجتمع لوجدنا الأمر الذي أشار الأستاذ الشيخ محمد إلى طرف منه، وهو قضية تمزيق المجتمع، لا أقول تمزيق الشعوب الإسلامية، هذا أمر أصبح الآن ظاهراً مشهوراً، لو سألنا الإخوة الحاضرين، لوجدنا أننا كلنا قد استجبنا لهذا الداء، فأصبحنا نجد في المجالس والحديث العام -مثلاً- الجنسية الفلانية، والجنسية الفلانية، وأن هؤلاء لا خير فيهم، وهؤلاء مجرمون، وهؤلاء لصوص، وهؤلاء وهؤلاء وهم يتكلمون عنا أيضاً، فأصبحت عداوات متشابكة! القضية التي نعنيها قضية العداء داخل الشعب الواحد، ونحن لا نقول: الشعب الواحد، لأن الإسلام هو الرابطة وليست الجنسية، لكن مع ذلك تجد الشعب الواحد المسلم قد أصبحت العداوات تلعب فيه لعباً، أصبح هناك جهود قوية لتدعيم وتعميق العداوة، مثلاً: بين الكبير والصغير، بين الرجل والمرأة، بين المدني والعسكري، بين المسئول والمواطن، بين كل طرف وكل طرف، يحاول زرع عداوات عميقة، وثقوا أن هذه العداوات سوف تستخدم لتحقيق مصالح أعداء الإسلام، لأنهم يريدون أولاً أن يهزوا البنية الاجتماعية، يهزوا التلاحم والترابط الموجود بين المسلمين، حتى يستخدموا هذه الورقة كما يشاءون، وكما يريدون.