هذا المثل الصارخ الذي قد تشمئزون منه أنتم، انقلوه إلى صور أقرب من هذه، وصور أقل من هذه، قد يوجد نظام، مثلاً: يمنع الاختلاط، والاختلاط هو ذريعة الزنا، كما هو معروف، فماذا يصنعون؟ أول ما يصنعون أنهم يُكثرون من الخرق، خرق هذا النظام في المدرسة الفلانية، وفي الحرم الجامعي الفلاني، وفي المكان الفلاني، وفي المؤسسة الفلانية، وفي الشركة الفلانية، وفي وفي المهم أصبح الناس يألفون القصص والأخبار التي تتحدث عن خرق هذه الأنظمة، وجود اختلاط هنا وهنا وهنا بعد سنة سنتين ثلاث، يصبح هناك ضرورة في نظر الكثيرين داعية إلى تغيير النظام الذي يمنع، بحيث يسمح بهذا الأمر، حفظاً لهيبة النظام، ومن أجل أن تكون الأمور طبيعية، وأصبح هذا الأمر اعتيادياً، فلا تستطيع أنت أو غيرك أن تقول: لا؛ لأن هذا يشهد بقوة القرار الذي صدر ويؤيده، بعد ذلك تنتقل المعركة إلى خطوة ثالثة، ورابعة، وعاشرة، ولذلك تجدون الآن أن هناك تحركاً على أكثر من صعيد لتمزيق وتغيير وضع المرأة المسلمة.
مثلاً: خلط الرجل بالمرأة في الجامعة، مطالبات، وهمسات، وكتابات صحفية، وبدايات في عدد من المؤسسات، والجامعات، إذا وجد اختلاط، هذه تعتبر بداية، يعتبرونها بداية مشجعة، يمكن إذا مرَّت بسلام أن يكون لها ما بعدها، تنتقل مثلاً إلى قضية الخطوط مثلاً، فتجد عدة تجاوزات، سواء في إسكانات المضيفات، أو في أوضاعهن في الطائرات، أو حتى أحياناً تصوير بشكل معين، أو إيجاد بطاقات للنساء.
تنتقل إلى مجال ثالث -مثلاً- تجد في مجال الإكثار من قضية الحفلات المختلطة، والتدريب على الرقص والسباحة ومباريات المسابقات، إلى غير ذلك، تنتقل إلى المستشفيات فتجد عالماً آخر غريباً، كأنه جزء من غير المجتمع الذي يعيش فيه، فيه من الاختلاط، فيه من السفور، فيه من التبرج، فيه من ظهور المرأة بزينتها؛ الشيء الكثير، تنتقل مثلاً إلى مجال الفن والأدب والإعلام، تجد مسرحية هنا، ومسرحية هناك، ورقصات فلكلورية شعبية، يختلط فيها الرجال بالنساء، تنتقل إلى مجال الصحافة تجد ضرباً على هذا الوتر، تنتقل إلى مجال التمريض، فتجد مثل ذلك وأكثر منه، وتوسع في هذا الباب بشكل يؤكد أن القضية مقصود منها بالذات إخراج المرأة، حتى أصبحنا نسمع أصواتاً تنادي لماذا لا ندرب المرأة على السلاح الخفيف؟ لأنه من الممكن أن يذهب الرجل إلى ميدان المعركة، وتبقى الجبهة الداخلية للمرأة، لا بد أن تدافع عن نفسها، كذلك لو ذهبت لتمرض هؤلاء المقاتلين، فإنها قد تواجه موقفاً تحتاج فيه إلى الدفاع عن نفسها، لماذا لا ندربها على السلاح؟ لماذا لا ندربها على أمور الدفاع المدني مثلاً؟ إذاً تجاوزٌ هنا وهنا وهنا!! شركات النقل الجماعي، الخطوط، الإعلام، يمين، يسار، ويصبح الأمر كما قال الشاعر: تكاثرت الظباء على خراشٍ فما يدري خراشٍ ما يصيدُ فلو كان سهماً واحداً لاتقيتُه ولكنه سهمٌ وثانٍ وثالثُ أقول: ورابع، وعاشر، وعشرون، ومائة، فكل هذه تؤكد أن هناك تحركاً قوياً لإخراج المرأة من بيتها، وليس المقصود المرأة فقط، بل المجتمع كله، هذا مجرد مثال.