نموذج آخر

أما النموذج الآخر والذي يدل أيضاً على اهتمامه بشئونهنَّ فهو ما رواه أبو داود أيضاً، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: {إن فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام -وكانت تحته، كانت زوجته- إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، وطبخت حتى أثر فيها} بنت من؟! بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تقوم بهذه الأعمال المنزلية من الكنس، والطبخ، والطحن، والعجن، والخَبز، وغيرها من الأعمال، وتمارس وتعاني هذه الأشياء بكل سرور وارتياح، ولا تجد في ذلك غضاضة، أنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم، فهي كغيرها من المسلمين، بل ربما يجد غيرها من المسلمين من السعه أكثر مما تجد.

فسمع علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه رقيق، أعبُدٌ، عبيد جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بالخبر، وفي روايةٍ أن فاطمة جاءت فلم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجدت عائشة فأخبرتها بالخبر، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكرت عائشة رضي الله عنها له ذلك، فجاء إلى علي وفاطمة وقد أخذا مضاجعهما في الليل، فقعد بينهما صلى الله عليه وسلم، ثم قال: {ألا أدلكما على ما هو خيرٌ لكما من خادم، إذا أويتما إلى مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فإنه خيرٌ لكما من خادم} والحديث بهذه الرواية رواه أبو داود، ولكن أصل أمره صلى الله عليه وسلم لهم بالتسبيح، مخرجٌ في الصحيحين: {إذا أويتما على مضاجعكما فكبرا أربعاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين وسبحا ثلاثاً وثلاثين، فإنه خيرٌ لكما من خادم} .

هكذا كان صلى الله عليه وسلم، في اهتمامه بشئون بناته، وحرصه على رعايتهن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015