تمهيد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: في ليلة الإثنين، السادس والعشرين من شهر شوال، ينعقد -بحمد الله تعالى وتوفيقه- هذا المجلس، وهو الثاني عشر من مجالس الدروس العلمية العامة، وموضوع هذه الحلقة -كما كنت نوهت لكم في المجلس السابق- هو: الكلام عن المباح وغير المباح من المزاح.

وأحب أن أقول للإخوة: إن هذا الدرس سيكون هو الدرس الأخير قبل إجازة الامتحانات، وإن كنت وعدتكم في المجلس السابق أن آخذ رأيكم، لكني فكرت في الموضوع، فوجدت عدة أمور تدعو إلى إيقاف الدرس في هذه الفترة الوجيزة، منها أن عدداً من الإخوة الطلاب -لا بأس بهم- من الحضور، وهم يطلبون ويتمنون الإيقاف حتى لا يفوتهم شيء.

ومنها -وهذا هو السبب الثاني-: أن الإخوة في خارج هذا البلد ممن يتابعون هذه الدروس -أيضاً- تفوتهم متابعتها أثناء الاختبارات؛ لأنهم لا يوجد لديهم وقت لاقتناء الشريط أو سماعه فيفوت عليهم، والسبب الثالث: هو أن عندي أعمالاً كثيرة، من تحرير بعض المسائل، وتصحيح بعض الكتب، ومراجعة بعض الأمور.

وكنت أؤجل وأسوف؛ رجاء أن توجد الفرصة، فرأيت أن فرصة الامتحانات يمكن أن أستفيد منها في بعض هذه المسائل؛ ولذلك سيكون هذا الدرس -كما قلت- هو الدرس الأخير، أما استئناف هذه الدروس فسيكون -بإذن الله تعالى- في ليلة الإثنين، الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة.

وفي مثل هذه الأمسية بعد صلاة المغرب، سوف ينعقد المجلس الثالث عشر، وسيكون موضوع ذلك المجلس -إن شاء الله تعالى- حول حكم النكت والطرائف وما يتعلق بها، وهو يعتبر مكملاً ومتمماً لهذا موضوع، ولكن هذا الموضوع مستقل وذاك موضوع مستقل، ليس لأحدهما ارتباط ضروري بالآخر، وإن كانا من حيث الموضوع متكاملين.

وفي موضوع: ما يباح وما لا يباح من المزاح، سوف أتحدث في عدة نقاط.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015