وجود القيادة الربانية

النقطة الرابعة: ضرورة وجود القيادة الربانية، التي تملك الصدق والشجاعة وتضرب المثل للناس، لأن الناس في الغالب مقلدون، وهذا كلام إلى حد ما حق، الناس مقلدون، فلو سألناك -مثلاً- البيت الذي بنيته على أي أساس فصَّلت البيت، ووضعت تصميمه وتخطيطه؟ ما ابتكرت تخطيطاً من عند نفسك، إنما وجدت الناس يصنعون شيئاً فصنعت مثلهم، الثياب التي تلبسها -سواء الرجل أم المرأة- على أي أساس لبسها، واختار هذا القماش وفَصَّل، إنه لم يبتكر شيئاً من عنده، إنما وجد الناس وفعل مثلهم، فغالبية الناس مقلدون، ولذلك بعضهم يدور حول بعض، وتنتشر بينهم العادات سواء حسنة أم قبيحة.

فما أحوج الناس خاصة في هذا العصر إلى قيادة ربانية تملك خصالاً من أهمها: الصدق والشجاعة، قد يوجد إنسان صادق لكنه جبان والجبان لا يعمل شيئاً، قال الشاعر: يرى الجبناء أن العجز عقل وتلك سجية الطبع اللئيم فالجبان لا يصنع شيئاً لأنه خائف فالناس حينئذٍ يصرفون النظر عنه، والآخر قد يكون شجاعاً، لكنه شجاع بالباطل، فهذا أيضاً لا ينفعنا ولا يغنينا شيئاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015