من يغير هذا الواقع

النقطة الثالثة: القناعة بأن هذا التغيير للواقع يمكن أن يتم على يدي ويدك، وأني أنا وأنت، والثاني والثالث بإذن الله تعالى وعونه نستطيع أن نصنع شيئاً كثيراً، بمعنى: أن بعض الناس مقتنع أن الواقع فاسد -واقع الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها فاسد، ومقتنع أن هذا الواقع للمسلمين يمكن أن يغير، لكنه يقول: ليس أنا ولا أنت يمكن أن نغيره، لكن ننتظر جيلاً قادماً، وقد ذكرت في بعض المناسبات، أن هناك مثلاً عجيباً يقول: "المشكلات التي يعيشها جيلنا الحاضر هي من إنتاج الجيل السابق، وسوف يحلها الجيل اللاحق".

إذا نحن خرجنا من المسئولية، مشاكلنا هذه موجودة في الماضي، وإن شاء الله تحل في المستقبل، أما نحن فمتفرجون.

إذا لابد أن يكون عندك قناعة بأن هذا التغيير يمكن أن يتم على يدي ويدك كلٌّ بحسبه، تغير في نفسك أولاً، أول شيء غير في نفسك، حتى يغيروا ما بأنفسهم، غير بيتك، غير الحي الذي أنت فيه، غير البلد الذي تعيش فيه، والتغيير لا يتم في يوم وليلة وتختفي المنكرات، ويكون كل الناس في المساجد يصبحون عباداً وزهاداً صالحين، ليس هذا بالضرورة، هذه أمور بالتدريج والأسباب كما ذكرت من قبل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015