إن الكثير من الشباب، إذا جاءه بعض المال، يهتم كثيراً بمظهره، ويتوسع في الكماليات، ويعشقها كثيراً، فيضيعُ ماله بهذا السبب، ولا يجتمع عنده ما ينتفعُ به، ولذلك قال المتلمس، قال: قليلُ المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثيرُ مع الفسادِ وحفظ المالِ أيسر من بغاه وسير في البلادِ بغير زادِ (قليل المال تصلحه فيبقى، ولا يبقى الكثير مع الفسادِ) فالشاب ربما كسب في صفقة؛ ولكنه جعل هذا المكسب في سيارةٍ فارهة، لا تتناسب مع وضعه الاجتماعي، ومكانته، وماله، ثم كسب في أخرى، فجعلها في ملابس له ولزوجته وأولاده، ثم كسب في ثالثة، فجعلها في بيتٍ ضخمٍ مشيد مشارٍ إليه، ثم كسب في رابعة، فجعلها في المناسبات، والولائم، وأحياناً في الأسواق، والمطاعم، والمتاجر، وغيرها حتى ينتهي ما عنده، وتركبه الديون، فالاقتصاد سرٌ من أسرار النجاح، وأنت ترى كثيراً من الأثرياء والتجار، معتدلاً في إنفاقه على نفسه، يأكل كغيره من الناس، ويشرب ويلبس ويسكن ويركب كغيره، هذه هي العظمة الحقيقية، ألا يستفزك المال إلى المبالغة في العناية بالكماليات والمظاهر.