الصبر والآناة، وعدم التعجل أو المغامرة، فإن بعضهم يأتي وهو يريد أن يصبح تاجراً بين يومٍ وليلة، بل ربما في ساعة، ثم تراه بعد ذلك قد فشل وأخطأ، بسبب عنصر العجلة، فإما أن يتخفى ويتهرب من وجوه الغرماء الذين يصبحونه ويمسونه، أو يقضي بقية حياته في السجن، بسبب هذه الديون التي ركبته.
ومن الصبر ألاَّ يغتر الإنسان بربحه، فيندفع أكثر مما هو مطلوب، ومن الصبر ألاَّ يغيِّر الإنسان عمله الذي تعب في إعداده بسرعة، فأنت ترى بعضهم وقد أثث مكانه وجهزه، وأعده وتعب فيه، وبذل كل ما لديه، فإذا عمل فيه فترةً زمنية، قال: هذا العمل وجدته لا يصلح، ثم تركه فخسر بذلك شيئاً كثيراً، ومن الصبر أن يدأب الإنسان في العمل، ولا يعجل أو يستبطئ الرزق، والعوام يقولون: إذا غلبوك بالفلوس فاغلبهم بالجلوس.