أقول: ومع ذلك فهذه الجزيرة أرض الإسلام لا محالة، ولذلك المخططات فاشلة، وأقولها بملء فمي: فاشلة، إنَّ الأمة ترفض مثل هذا النوع من الفكر الدخيل، الأمة قالت كلمتها بوضوح وبصراحة، لا نريد إلا الإسلام، لا نريد إلا الإسلام، لتسقط رموز العلمانية، والبعثية، والشيوعية، واليسارية، والقومية، والناصرية كلها.
الأمة لا تريد إلا شعاراً واحداً، وإلا راية واحدة، هي راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، لقد قالت الأمة كلمتها بلهجة واضحة، صريحة لا غموض فيها، فالحمد لله الذي أرانا بأعيننا بوادر النصر الحقيقي لهذا الدين في قلوب هذه الأمة، لأن النصر الحقيقي يصنع في القلوب أولاً، وقد رأينا من تأثر الناس وانفعالهم وغليانهم ما لم يكن يخطر لنا على بال، هذه الأمة تعبر عن هويتها في مثل هذه المواقف، لأنها تشعر أنها مستهدفة، وإن كانت هذه حركة قد يكون لها ما وراءها، وليست مجرد عمل انتهى، فهؤلاء القوم من سنين طويلة وهم يتغلغلون، ويخططون، ويعبثون بأعز ما نملك، وأغلى من كل ثروة، يعبثون بالعقول البشرية، طالما عبثوا بعقول بناتنا وأولادنا، وطالما سمموا هذه العقول من خلال المنابر التي تسللوا إليها في غيبة الرقيب، فأساءوا استخدامها، وقد صحت الأمة، وأدركت أن هؤلاء يجب أن يعودوا إلى جحورهم، أو يتوبوا إلى ربهم.