تربية النفس أن يكون مفتاحاً للخير

أما النوع الذي نطلبه ونريده فهو أن يتعلم الإنسان حسن المساعدة، وأن يربي نفسه على ألا يتخلص من أحد جاءه في خير أو يطلب منه أمراً يستطيعه, هذا طالب حاجة يجب أن يساعد عليها, وهذا سائل تجيبه بغض النظر عن مستواه وعن غرضه بما لا مدخل عليك فيه ولا ضرر عليك منه, وهذا يعرض مشكلة فتعينه عليها برأيك، وليس عليك بأس أن تسمع منه وترى ماذا يعاني وماذا يواجه من المشكلات، وربما لا تستطيع إلا أن تترحم معه وتتوجع له وهذا أحياناً نوع من التنفيس وكما قيل: ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة يواسيك أو يسليك أو يتوجع ولا تتضايق من كونه أكثر من سرد التفاصيل وأفاض إلى ما لا حاجة إليه, فهذا إنسان يعاني هذا الهم ويعيش هذا الأمر، فلا بد أن تعطيه فرصة ليتنفس من خلال الحديث معك, وهذا طالب مساعدة يظهر منه حاجة مادية فتساعده بغض النظر عن حقيقة الأمر، ولا تبالغ في التحري فهذه المساعدة هي في محلها، وربما تصدقت على غني فاعتبر أو على فقير أو على سارق أو على زانية، وفي الحديث الصحيح: {أن رجلاً من بني إسرائيل تصدق فأصبحوا يتحدثون: تُصِدق اليوم على غني! فقال: اللهم لك الحمد على غني! لأتصدقن الليلة, ثم خرج فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تُصِدق على سارق! فقال: اللهم لك الحمد، على سارق! ثم قال: لأتصدقن بصدقة، فوضعها في يد زانية! فأصبحوا يتحدثون: تُصِدق على زانية! فقال: اللهم لك الحمد, على غني وعلى سارق وعلى زانية! , فقيل له: إنها وقعت محلها, أما الغني فلعله أن يعتبر فينفق, وأما السارق فلعله أن يستعف عن سرقته, وأما والزانية فلعلها أن تستعف عن زناها} .

وكذلك طالب الشفاعة, إذا جاء يطلب شفاعة في غير باطل، فلا تتردد في دعم هذه الشفاعة له، فليس من شرط الشفاعة أن تقبل ولا أن تؤثر، ولكن كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي موسى: {اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما أحب أو ما شاء} وأحياناً مجرد منحك له بعض الوقت والتبسط معه والابتسامة في وجهه والصبر عليه، وألا تكفهر ولا تعرض عنه ولا تجر يدك منه وتستفهم أموره وتوحي له بالاهتمام, هذا ربما يغني ويكفي ولا يحتاج الأمر بعد ذلك إلى شيء.

وهذا يعرض عليك مشروع جهاد في بلد من بلاد الإسلام, وهذا يعرض عليك مشروع دعوة, وهذا يعرض عليك مشروع تحفيظ للقرآن الكريم, وذاك يعرض عليك مشروع لتحفيظ السنة, وهذا يعرض عليك مشروع تجارة رابحة, وهذا وهذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015