الرجل المبارك عبد الله بن المبارك

ميراث النبوة عند ابن المبارك , إنني لا أريد أن أستعرض لكم الآن أسماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وماذا عملوا؟ فإن مجرد ذكر الأسماء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير وسائر المبشرين بالجنة وغيرهم, إن مجرد ذكر الأسماء يدعو إلى الأذهان كثيراً من الأعمال الجليلة، والصفات النبيلة، والجهاد الذي بذلوا, والمال الذي أخرجوا, والصبر الذي صبروا, والخُلُق الذي تعلموا وعلموا.

ولكنني أريد أن أنتقل نقلة بعيدةً شيئاً ما في التاريخ, إلى إمام من الأئمة الذين تلقوا بالإسناد المتصل البركة من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلعل من المستطرف المستظرف الإشارة إلى إمام مبارك من رجالات هذه الأمة، وهو من المباركين أينما كانوا, ولك أن تحرز وتحدث نفسك من هو هذا الإمام؟ هو المحدث الثقة الحجة، حتى كان يكثر الجلوس في بيته في دراسة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: ألا تستوحش؟! قال: كيف أستوحش وأنا أعيش مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ وروى عنه المئات من الأئمة, وروى هو عن المئات, وكان إماماً ثقة ثبتاً حجةً حافظاً لا يشق له غبار, حتى لو قيل لك: إن هذه فقط هي صفته، لقلت كفى بهذا فخراً وكفى بهذا مدحاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015