وكان صلى الله عليه وسلم كريماً في جاهه, يبذل جاهه وشفاعته لكل أحد، وفي كل أمر دق أو جل, عظم أو صغر, حتى إنه صلى الله عليه وسلم شفع لرجل لما رفضته زوجته وهي بريرة وكان مغيث يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد زوجته التي طلبت الفسخ منه, فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم: {يا بريرة لماذا لا تعودين إلى مغيث؟ فتقول: يا رسول الله! أتأمرني؟ قال: لا، إنما أنا شافع, قالت: لا حاجة لي به} وشفع صلى الله عليه وسلم وتوسط في أمور كثيرة, وبذل جاهه ومكانته في مسائل عديدة حتى إنه كان يشفع للعبد عند سادته أن يرفقوا به، أو أن يضعوا من خراجه، أو لا يكثروا عليه العمل، أو يحسنوا معاملته, بل بلغ الأمر أن الحيوان شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما يلقاه من سوء المعاملة.