ثانياً: التفريق بين الشأن الشخصي والموضوع العلمي: فحينما تبحث مسألة علمية؛ قد تكون فقهية، أو دعوية، أو ما أشبه ذلك، عليك ألا تدخل فيها القضية الشخصية مع هذا الشخص الذي تتحدث معه أو تحاوره، ومما يذكر من الطريف في هذا: أن داود الظاهري ناظر رجلاً وجادله، فقال له ذلك الرجل بعد قليل: أنت يا أبا بكر! قلت كذا وكذا وكذا فقد كفرت والحمد لله.
فقال له داود الظاهري: سبحان الله! متى عهد أن مسلماً يفرح ويستبشر بكفر أخيه المسلم.
يعني: لو قلت: فقد كفرت ولا حول ولا قوة إلا بالله! وإنا لله وإنا إليه راجعون! معقول! أما أن تقول: كفرت والحمد لله، كأنك كنت مغتبطاً بأنه وقع في الكفر من حيث لا يدري ولا يريد، وربما لا يكون كفراً ولكن هكذا فسر الآخر.