Q يقول لقد انقلبت الموازين عند كثيرٍ من الناس، حتى عند من يحسبون على الخير، أو على الأقل عند بعض المصلين، فتراهم يقيمون الأمور بميزان دنيوي بحت، فعندما تكلمهم في موضوع -مثلاً- توظيف غير المسلمين مثل الهندوس، والنصارى، أو غيرهم يقول: إن المسلم لا ينتج مثل ذلك الهندوسي أو النصراني، وبعضهم لا يضع للدين أي اعتبار، ويقدم العمل على الدين؟
صلى الله عليه وسلم نعم هذه أحد الموازين، الله تعالى يقول: {وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة:221] فلا يعجبنك من هذا الكافر، أو المشرك قوة عمله وإنجازه وخبرته، لماذا؟ لأن كثيرٌ منهم إنما كسب هذه الخبرة، وهذا العمل وهذه الدقة حينما وظفه المسلمون، خذ على سبيل المثال "التمريض" يقول لي بعض الإخوة الذين ذهبوا إلى هناك، يقول: فعلاً وجدنا أن كثيراً من المسلمين ليس لديهم خبرةٌ سابقة، لماذا؟ لأن الذين يذهبون إلى هناك يأتون بغير المسلمين فيكسبون الخبرة، ويأخذون المال، فإذا أعلن عن طلب ممرضين جاءوا وفي أيديهم شهادة سابقة عن خبرة كسبوها في بلادنا،.
إذاً: اطلب المسلم ولا مانع أن تعمل له دورات تدريبية ترفع من مستوى أدائه، ثم هو يكسب الخبرة من خلال العمل، أما إذا أهنته ولم تعطه دوراً ولا مجالاً ولا مكاناً، أو استبعدته ولم تأت به أصلاًً، فمن أين يستطيع المسلم أن يكسب الخبرة؛ خاصةً إذا تصورنا أن المسلمين في كثيرٍ من البلاد ولو كانوا أكثرية؛ فإن الحكومات في بلادهم تحول بين المسلم والوظيفة، وبينه وبين التعليم، وتجعل التعليم حكراً على الطبقة الموافقة للحكومة، نصارى أو بوذيين أو ما أشبه ذلك.