Q أنا من طلبة العلم في إحدى المدارس، وأنا -ولله الحمد- من الطلبة المتفوقين في تلك المدرسة، وأحس ذلك من مظاهر عزة الشاب المسلم، ولكنني أخشى أن يؤدي بي ذلك إلى الكبر، فهل أترك التفوق ومجاله أم ماذا أفعل أفيدوني جزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم هذه الشكوى كثيراً ما تثار اليوم، ليس فقط في مجال التعلم والتعليم؛ بل في مجال العمل الصالح عموماً تجد شاباً يشتكي أنه إن بادر إلى الصلاة، أو جهر بقراءة القرآن، أو تفوق في ميدان من ميادين العلم النافع أو العمل الصالح، خاف من العجب والرياء، فربما دعاه ذلك إلى ترك العمل.
فلا أعتقد أن هذا هو الأسلوب الصحيح؛ لأن الشيطان يكسب حينئذٍ كسباً كثيراً إن كان كل ما شوش على واحد منا عمله ترك هذا العمل؛ بل الأجدر بالإنسان أن يستمر على عمله، ويزيد منه، ويفتح جبة جديدة في ميدان المجاهدة مع الشيطان ألا وهي مجاهدته في ميدان القلب، ومدافعة هذه الخواطر والوساوس بحيث لا تستقر في قلبه، وكثرة الاستغفار منها، ونهي النفس عنها، ودعاء الله عز وجل أن يخرجها من قلبه، وإذا استمر الإنسان بهذه الطريقة فإنها تزول.
فالإنسان قد يشعر بهذا في أول الأمر؛ لكن بعد فترة يصبح هذا الأمر عادياً لا يلفت النظر بالنسبة له، ولا يدعوه إلى الشعور بالرياء أو خوف العجب أو الغرور.